تعزيز الشراكة الاقتصادية يتصدر لقاء إماراتيا مصريا بالقاهرة
يترأس الاهتمام بتدعيم سبل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الإمارات ومصر ملفات الشراكة بين الدولتين.
وبحث الدكتور حمد سعيد الشامسي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر، خلال لقاء في القاهرة مع نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة المصرية سبل التعاون في مختلف المجالات وعلى رأسها التعاون الاقتصادي والاستثماري.
قال الشامسي في بيان صحفي اطلعت عليه "العين الإخبارية" إن دولة الإمارات حريصة على تعزيز أواصر التعاون مع مصر خاصةً في ظل العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين والتي تستند إلى تاريخ طويل من العلاقات الأخوية بينهما.
وأشار إلى أن هذه العلاقات شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية في عدة قطاعات رئيسية، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري.
- مصر والإمارات.. نموذج للشراكة الاستراتيجية
- منصة استثمار مشتركة بين مصر والإمارات بقيمة 20 مليار دولار
كما أشاد السفير الإماراتي بالنهضة الحديثة التي تشهدها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مختلف المناحي، والتي تضمنت مبادرات ومشروعات عملاقة وعلى رأسها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذي سيكون نموذجاً يُحتذى على المستوى الإقليمي والدولي.
ولفت الشامسي إلى أن نجاح الحكومة المصرية في احتواء أزمة انتشار فيروس كورونا وعدم اللجوء للإغلاق الكامل على غرار ما حدث في العديد من دول العالم يمثل تجربة فريدة تسعى العديد من الدول حالياً لتبنيها بهدف الحفاظ على استمرار دوران عجلة الإنتاج وتحقيق مؤشرات نمو إيجابية وبصفة خاصة في مجال التصدير.
من جانبها، صرحت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، بأن اللقاء استعرض أهمية تحقيق أقصى استفادة من علاقات الأخوة التي تربط القيادة السياسية بمصر والإمارات ودفعهما لأوجه التعاون الاقتصادي المشترك الأمر الذي ساهم في نقل العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب وبصفة خاصة في قطاعات التجارة والصناعة والاستثمار.
وأكدت أهمية البناء على العلاقات القوية التي تربط البلدين حكومةً وشعباً وترجمتها لمشروعات كبرى تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين وتدعم الاقتصادين المصري والإماراتي على حد سواء.
حجم التبادل التجاري
وقالت جامع "الإمارات تمثل أكبر شريك تجاري لمصر بمنطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2020 نحو 4 مليارات و111 مليون دولار مقابل 3 مليارات و356 مليون دولار خلال عام 2019".
وتعد أبرز الصادرات المصرية للإمارات الحلي والأحجار الكريمة والآلات والأجهزة الكهربائية والفواكه والزيوت العطرية ومستحضرات التجميل.
فيما تصدر الإمارات للقاهرة العديد من المنتجات، أبرزها الذهب والمنسوجات والأقمشة والبولي ايثلين.
الإمارات أكبر مستثمر أجنبي في مصر
وبحسب وزيرة التجارة والصناعة المصرية، فإن الإمارات تعد أكبر مستثمر أجنبي بالسوق المصري حيث تسهم في مشروعات يتجاوز رأسمالها 7 مليارات دولار.
محطات تاريخية
وشهدت العلاقات الإماراتية المصرية محطات تاريخية على مدار 50 عاما، ستبقى محفورة في سجل التاريخ وذاكرة البلدين، ومن أهمها تلك المساعدات الاقتصادية التي أمر بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات للقاهرة في عام 1967، عقب نكسة يونيو/حزيران.
ثم أعقب ذلك بـ4 أعوام، بداية العلاقات السياسية بين الإمارات ومصر، لينطلق بعدها بأقل من عامين دعم جديد من الإمارات لمصر في حرب أكتوبر 1973.
وكما لا ينسى العرب مقولة الشيخ زايد، لا ينساها المصريون حين أطلق مقولته الشهيرة "النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي".
وفي عام 1995، أمر الشيخ زايد ببناء مدينة زايد في مصر لإسكان 150 ألف نسمة، وفي عام 2013 جاء الدعم في الظروف الحرجة التي مر بها المصريون، ليكون سياسيا واقتصاديا بعد ثورة 30 يونيو/حزيران.
ويسجل التاريخ للشيخ زايد أنه الرجل الذي غرس التوجه نحو مصر بكل الحب والتقدير وتعهد العلاقات الإماراتية-المصرية بالرعاية والعناية، ونسج علاقات بالغة التميز والخصوصية معها.
وهناك العديد من المشروعات التي أقامها على أرض مصر، ومن أهمها مدينة الشيخ زايد، وهي إحدى المدن الجديدة التي أنشئت عام ١٩٩٥ بتمويل صندوق أبوظبي للتنمية.
كذلك حي الشيخ زايد بمدينتي السويس والإسماعيلية، وهما من الأحياء التي قدمها زايد للمصريين كمساهمة جادة في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي على مدن القناة في حرب يونيو/حزيران عام ١٩٦٧.
ومنها قناة الشيخ زايد بطول ٥٠ كيلومتراً في توشكى، لزراعة ٤٥٠ ألف فدان، وقدمها رحمه الله هدية لمصر، وترعة الشيخ زايد في منطقة وادي النطرون، وترعة الشيخ زايد شرق قناة السويس في قلب سيناء، والتي تروي ٤٠ ألف فدان، كل ذلك عن إيمان عميق منه بمصر ودورها الحيوي والتاريخي تجاه أمتها العربية.
والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو صاحب المقولة الشهيرة "مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا مات القلب فلا حياة للعرب".
وختاما.. تشهد العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة تقدما مستمرا، يعكس تطور العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتأتي زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في هذا التوقيت بما تحمله من نتائج إيجابية للغاية للتأكيد على استمرار شراكة قوية بين قيادة وشعبي البلدين.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز