رائحة القمامة تهزم الأكسجين في تونس.. ومنسق قطاع النفايات لـ"العين الإخبارية": لنا مطالب اجتماعية
تكدس للفضلات وانتشار للروائح الكريهة.. هكذا استفاق أهالي العاصمة التونسية إثر تعطل عملية رفع الفضلات المنزلية بسبب إضراب عمال مصب الفضلات بـ"برج شاكير" (غرب العاصمة).
ودعت بلدية تونس الأهالي إلى تفادي إخراج الفضلات المنزلية قدر الإمكان ومراعاة هذا الظرف الذي وصفته بالاستثنائي، متعهدة بتدارك الوضع حال استئناف العمل بالمصب المراقب بالنسق العادي.
يذكر أن نقابة أعوان جمع النفايات الصلبة والسائلة أعلنت إضرابا وطنيا لمية يومين بداية من أمس الأربعاء، للمطالبة بصرف مستحقات مالية جديدة وأخرى قديمة لدى الشركات المشغلة، حسب ما ورد على الموقع الرسمي للجامعة العامة للعمال البلديين.
وللإشارة، فإن مصبّ جبل برج شاكير الذّي أنشأ سنة 1999 يعتبر أكبر مصبّ نفايات في تونس الكبرى (محافظات تونس، منوبة، أريانة وبن عروس)، إذ يمتدّ على أكثر من 120 هكتارا كانت في السابق مساحة مزروعة بأشجار الزيتون واللوز والحبوب.
يوميّا، تصل الشاحنات إلى مصبّ برج شاكر لتفرّغ ما يتراوح بين 2700 إلى 3000 طن من النفايات المختلطة. وفي طريقها تملأ الأجواء بسحب الغبار وتنتشر القمامة المتساقطة من الحاويات على الطريق وداخل المناطق الحضريّة وسط إهمال تام من قبل العاملين والمشرفين على المكبّ لمخاطر هذه التسربّات.
جدير بالذكر أن غلق مصب برج شاكير الذي يتكرر في مناسبات كثيرة يمثل معضلة كبيرة باعتباره المصب الوحيد لبلديات تونس الكبرى.
المطالب
وقال المنسق العام لقطاع النفايات الصلبة والسائلة بجامعة البلديين (نقابة) أحمد الذيب، "استعداد القطاع لوقف إضراب المصبات واستئناف عملية قبول الفضلات في حال قبول مطالبنا".
وأكد في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن الخلاف الحالي بين السلطات التونسية والنقابة يتمثل في صرف منحة العودة المدرسية للأعوان الذين لهم أبناء يدرسون وقيمتها 85 دينارا ما يعادل نحو 25 دولار إضافة لترفيع في الأجور .
وأشار الى أنه "تم ممن قبل تأجيل الإضراب بطلب من وزارة الشؤون الاجتماعية في محاولة للتوصل إلى تسوية لمطالب العمال لكن لم يتحقق أي شيء".
وقال: "حاولنا تجنّب الإضراب من خلال مشاركتنا لسلسلة من الاجتماعات لكن الإدارة لم تستجب لمطالبنا الاجتماعية".
من حهة أخرى، أوضح كاتب عام بلدية أريانة، لطفي الدشرواي، في تصريحات إعلامية، أنّ البلدية تلقّت إشعارا بغلق مصب برج شاكير حوالي منتصف ليلة الثلاثاء، وليس أمامها من حلّ سوى انتظار إعادة فتحه، مع غياب حلول بديلة خاصة ،وأن غلق المصب ينجر عنه آليا غلق مركز تحويل النفايات المنزلية والنفايات المشابهة، الأمر الذي يسبب مشاكل متعدّدة الأبعاد للبلدية منها البيئية، والإدارية، واللوجستية.
وأضاف الكاتب العام للبلدية أنه في ظلّ عدم توفر حلول بديلة أو فضاءات للخزن المؤقت للفضلات على مستوى المنطقة، فإن البلدية ستكون مضطرة لعدم تفريغ الشاحنات الحاملة للنفايات، وعدم رفع الحاويات في مختلف مناطق تدخلها، مع ما ينجر عنه من تراكم للفضلات وانتشار الروائح الكريهة والحشرات، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ولفت إلى أن إعادة فتح المصب سيضع أعباء كثيرة على كاهل البلدية لرفع الفضلات مع ما يسببه من ذلك من من تعب وإرهاق لعملة النظافة، وما يتطلبه من مضاعفة أوقات العمل وتشغيل الشاحنات ومعدات النظافة بأقصى طاقاتها للتعامل مع الكم المهول للفضلات المتراكمة.