هل تنتقل عدوى كورونا عبر "الهباء الجوي"؟
فيروس كورونا ينتقل عادة من شخص لآخر عن طريق الجزيئات التنفسية الكبيرة نسبيًا التي تنتقل لمسافة بضع أقدام حتى السقوط على الأرض.
توصلت عدة دراسات، أحدثها نشرت هذا الأسبوع بدورية "نيتشر"، إلى أدلة على أن فيروس كورونا المستجد يمكنه البقاء معلقًا في الهواء بجزيئات الهواء الدقيقة المحمولة جوا "الهباء الجوي" أو ما يعرف بـ"أيروسول".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن هذا يثير مجددًا تساؤلا حول ما إن كان الفيروس قادرا على الانتشار من خلال الهباء الجوي وإلى أي مدى، بالرغم من عدم توثيق حالات انتقلت فيها عدوى كورونا عبر الـ"أيروسول".
وأشارت الصحيفة، خلال تقرير لها، إلى أن الآراء متوافقة حتى الآن على أن الفيروس، بالرغم من أنه معد جدًا، وينتشر عبر القطيرات التنفسية التي تخرج مع تنفس الناس أو حديثهم أو سعالهم، إلا أنه لا يصيب الناس بالعدوى عبر "الهباء الجوي" من خلال الجزيئات التي يمكن أن تعلق بالهواء لساعات، بنفس الطريقة التي يمكن للحصبة وغيرها من الأمراض الفيروسية نقل العدوى.
لكن الدراسة الجديدة تثير مناقشات علمية بشأن أحد أكثر الأسئلة البديهية بشأن فيروس كورونا؛ ألا وهي كيفية انتشاره.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن حالات التفشي المرتبطة بالأماكن المكتظة المغلقة، مثل: السجون، ومصانع تعليب اللحوم، ومراكز الاتصالات الضيقة، والمطاعم ربما تمثل تحذيرًا بشأن إعادة فتح البلاد وإنهاء إجراءات الحجر الاحترازية التي تتخذها الدول لوقف تفشي الفيروس.
وهناك أيضًا العديد من التساؤلات: هل يمكن لأنظمة التهوية نشر الفيروس؟ هل يمكن لعملية خلع الملابس تحريك جزيئات الفيروس وإعادتها للهواء؟
أظهر البحث أن الفيروس عادة ينتقل من شخص لآخر عن طريق الجزيئات التنفسية الكبيرة نسبيًا التي تنتقل لمسافة بضع أقدام حتى السقوط على الأرض، ويمكن أيضًا أن يصاب الناس بالعدوى من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم ملامسة وجههم على سبيل المثال.
وأفادت الدراسة المنشورة بدورية "نيتشر" التي أعدها علماء من جامعة ووهان في الصين بأنه تم العثور على آثار هباء جوي للمادة الوراثية الفيروسية المسماة الحمض النووي الريبوزي RNA داخل مشفيين، وتحديدًا بالأماكن سيئة التهوية.
وجرى العثور على تركيز عالٍ لجزيئات الأيروسول في أحد المراحيض التي كانت تفتقر للتهوية، فضلًا عن العثور على المادة الوراثية الفيروسية بمنطقة يخلع فيها موظفو المستشفى ملابسهم الواقية.
لكن لم تحدد الدراسة ما إن كانت عينات فيروس كورونا المحمولة جوًا كانت قادرة على التسبب بحالات عدوى جديدة.
وأوضح مؤلفو الدراسة أنه بالرغم من قدرتهم على تحديد قدرة عدوى الفيروس الذي جرى رصده في تلك المناطق بالمستشفى، اقترحوا أن فيروس "سارس-كوف-2" ربما قد يتمتع بالقدرة على الانتقال عبر الهباء الجوي، رغم عدم رصدهم ذلك حتى الآن.
وقالوا إن نتائجهم تشير إلى أن تعقيم الغرف جيدا، والملابس الواقية، وتطهير أماكن المراحيض يمكنها الحد بشكل فعال من تركيز المادة الوراثية الفيروسية RNA لكورونا في الهباء الجوي.
ولتحديد ما إن كانت جزيئات الهباء الجوي تنشر الفيروس، سيتعين على الباحثين زراعة فيروس حي من تلك العينات وليس فقط استعادة مادة RNA، التي قد تكون مجرد مادة وراثية متبقية غير قادرة على التسبب في حالات عدوى جديدة.
aXA6IDMuMTYuODIuMTgyIA==
جزيرة ام اند امز