دراسة: التخدير الكُلي يؤثر على الذاكرة
كشفت دراسة حديثة أن عقاقير التخدير الكلي التي تستخدام أثناء الخضوع للعمليات الجراحية قد تؤثر على الذاكرة، بما في ذلك الإصابة بفقدان الذاكرة الرجعي.
وقال موقع "يو بي آي" الأمريكي في تقرير نشره، الخميس، إن الدراسة التي أجراها باحثون من معهد العلوم والتكنولوجيا النمساوي، قد اختبرت 3 تركيبات شائعة الاستخدام في أدوية التخدير على الفئران.
وقد أظهرت كلها تغييراً في نشاط الدماغ في منطقة الحُصين، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة في المخ، وذلك مقارنة بعدم التعرض للتخدير، أو النوم الطبيعي.
وأضاف الموقع أن جميع أدوية التخدير التي تم اختبارها في الدراسة، التي نشرتها الخميس دوريةPLOS Biology العلمية، قد أثرت على استقرار خلايا الدماغ في الحُصين.
وأشار الباحثون إلى أن 2 من التركيبات الثلاثة قد تسببت أيضاً في فقدان الذاكرة الرجعي، وهو شكل من أشكال فقدان الذاكرة يؤثر على تذكر الأحداث التي حدثت مباشرة قبل الجراحة.
وقال أستاذ الفسيولوجيا العصبية في مركز البيولوجيا العصبية الجزيئية في هامبورج، والمؤلف المشارك في الدراسة، سيمون ويجرت: "تعتبر إجراءات التخدير من بين أكثر التدخلات الطبية أماناً للبشر، ومع ذلك، فإن هذه الدراسة قد تساعدنا في توجيه استراتيجيات التخدير، وذلك خاصة فيما يتعلق بالآثار الجانبية المحتملة على الأداء الإدراكي".
ووفقاً لبحث سابق من الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير فإن فقدان الذاكرة الرجعي يعد من المضاعفات النادرة للغاية بعد التخدير العام، حيث تقول الجمعية إن التأثير يكون قصير المدى فقط بالنسبة لمعظم الناس، وذلك على الرغم من وجود عدد قليل من حالات فقدان الذاكرة التي استمرت لمدة عام أو أكثر.
وفي هذه الدراسة، سجل ويجرت وزملاؤه، نشاط الدماغ في الحُصين أثناء تخدير الفئران باستخدام واحدة من ثلاث تركيبات شائعة لأدوية التخدير العام، وهم إيزوفلوران، وكيتامين-زيلازين، وميديتوميدين ميدازولام فينتانيل.
وقال الباحثون إنه تم تسجيل نشاط الدماغ كهربائياً، عن طريق تقنية تصوير الكالسيوم، وهي تقنية تعطي إشارة عن نشاط خلايا الدماغ، ووجد التحليل أن كل عقار من العقارات الـ3 قد أدى إلى تغيير نشاط المخ في الحُصين مقارنة بالفئران التي كانت في حالة يقظة أو نائمة بشكل طبيعي.
وأضافوا أن عقار "كيتامين-زيلازين" قد أدى إلى تقليل النشاط في أدمغة الفئران، وتسبب في أكبر قدر من الاضطراب في خلايا الدماغ في الحُصين.
بينما أثر "ميديتوميدين-ميدازولام-فينتانيل" على معدل النشاط لفترة أطول بكثير من المدة المفترضة، وعاد نشاط الدماغ إلى طبيعته في حوالي 45 دقيقة بعد تخدير الأيزوفلورين، لكن الأمر استغرق ما يقرب من ست ساعات للعودة إلى النشاط الطبيعي بعد تناول العقارين الآخرين.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت الفئران علامات فقدان الذاكرة الرجعي بعد التخدير بكلا من "كيتامين-زيلازين" و"ميديتوميدين-ميدازولام-فينتانيل"، فيما أظهرت الفئران التي تلقت "الأيزوفلورين" أقل اضطرابات في الذاكرة.
وقال ويجرت: "من الواضح أن الجرعات العالية من الكيتامين أو الفينتانيل قد يكون لها تأثيرات أقوى على الذاكرة في الدماغ من العقاقير الأخري مثل إيزوفلورين أو سيفوفلوران، والتي يتم تناولها عن طريق الاستنشاق".
ولفت الموقع إلى أنه في حال تم تأكيد هذه النتائج في الدراسات البشرية، فإنها قد تصبح عاملاً مهماً في عملية اختيار التخدير العام للمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز