عمليات جراحية على أنغام الموسيقى.. تخدير إضافي
باحثون يؤكدون أن للموسيقى أثرا فعالا في تهدئة المريض مشابها لتأثير الميدازولام الذي يُعطى للحد من القلق المصاحب للعمليات الجراحية.
يلجأ الأطباء إلى التخدير الموضعي عند إجراء عملية جراحية تستهدف مناطق معينة من الجسم كمفاصل اليد والقدم أو جراحات خطرة كبعض عمليات الجراحة العصبية التي تتطلب وعي المريض طوال مدة العملية.
ورغم عدم شعور المريض بأي نوع من الألم عند خضوعه لتخدير موضعي، قد يسيطر التوتر والقلق عليه لإدراكه أن عملية جراحية تُجرى عليه الآن، فيمنح المرضى في معظم الحالات أدوية مهدئة مثل الميدازولام، إلا أن لتلك العقاقير آثارا جانبية كالتسبب بمشاكل تنفسية أو إطالة فترة التعافي بعد العملية، وهو ما دفع العلماء لتجرية أساليب جديدة في التهدئة.
وبحسب "Science Daily" وجد الباحثون في دراسة نشرتها مجلة "Regional Anesthesia & Pain Medicine" أن للموسيقى أثرا فعالا في تهدئة المريض، يشابه تأثير الميدازولام الذي يُعطى للمريض في الوريد للحد من القلق المصاحب للعمليات الجراحية التي تستخدم التخدير الموضعي.
وتقول الدكتورة فينا جراف، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أستاذ مساعد في علم التخدير السريري والرعاية الحرجة في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، إن النتائج تثبت وجود بدائل فعالة لا تعتمد على الأدوية في تهدئة المريض قبل العملية وخلالها، وتقول: ”بدأنا إجراء جديدا في مركزنا الجراحي يتمثل في إمكانية الوصول لسماعات يمكن للمريض استخدامها أو إزالتها متى ما أراد، في نهاية المطاف يتمثل هدفنا في تقديم الموسيقى كبديل لمساعدة المرضى على الاسترخاء أثناء فترة الجراحة“.
وفيما ركزت الدراسات السابقة على المقارنة بين تأثير المهدئات المعطاة عن طريق الفم والموسيقى، فإن الدراسة هي الأولى التي تقارن بين الموسيقى والعاقير الوريدية في أثرها المهدئ خلال العمليات الجراحية، حيث يهدف الباحثون لقياس فعالية الموسيقى في خفض قلق المريض.
واختبرت الدراسة 157 مشاركا وقسموهم لمجموعتين، ومنحت الأولى حقنة من ميدازولام، فيما استمعت الأخرى لأغنية ”Weightless“ لفرقة Marconi Union، وهي مقطوعة يبلغ طولها 8 دقائق تم تأليفها بالتعاون مع معالجين موسيقيين، حيث صممت خصيصًا لتهدئة المستمعين، وتم استخدام سماعات تعزل الضوضاء خلال الدراسة.
وقارن العلماء مستويات القلق قبل وبعد استخدام كل من الطريقتين، ووجدوا أن المستويات تغيرت بشكل متماثل نتيجة لكلا الأسلوبين.
ورغم النتائج الواعدة التي تشير لها النتائج، إلا أن بعض المرضى قد أشاروا إلى أن تجربتهم مع الميدازولام كانت مرضية بشكل أكبر، ويعزو العلماء ذلك لاستخدامهم سماعات عازلة للضوضاء وعدم السماح للمرضى باختيار موسيقاهم.