فضيحة "دعم الكاجو" تشعل بيروت.. لبنان مهدد بالإفلاس
فوجئ اللبنانيون بأرقام كارثية لاحتياطيات النقد الأجنبي في مصرف لبنان المركزي تشير إلى تدهور حاد في أشهر قليلة
فوجئ اللبنانيون بأرقام كارثية لاحتياطيات النقد الأجنبي في مصرف لبنان المركزي تشير إلى تدهور حاد في أشهر قليلة، بينما كانت قوائم الدعم التي تستنزف الاحتياطيات تضم سلعا ليست بالضرورية وعلى رأسها "الكاجو".
وحسب ما نقلته رويترز عن مصدر رسمي فإن لبنان لا يحتكم حاليا سوى على 1.8 مليار دولار في احتياطياته من النقد الأجنبي، مقارنة بـ19.5 مليار دولار في أغسطس/آب الماضي.
- تطور يعمق أزمات مصارف لبنان.. الموظفون "كبش فداء"
- لبنان يتجرع "الدواء المر".. الشارع يتأهب لرفع الدعم
وبعد هذا التدهور الحاد في الاحتياطيات استفاق المسؤولون اللبنانيون ليبدأوا الترويج لخطة تستهدف رفع الدعم عن السلع، وهي الخطة التي واجهت سخطا شعبيا كبيرا كون القائمة تضم إلى جانب السلع الكمالية، سلعا أخرى ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها.
كيف يدعم لبنان السلع؟
يستورد لبنان أكثر من 80% من احتياجاته الغذائية، وبالتالي فإن الدعم يتم توجيهه للمستوردين عبر توفير الدولار بسعر منخفض عن أسعار السوق.
وتنقسم السلع المدعومة إلى قسمين، فهناك قائمة تحصل على الدولار بسعر البنك المركزي الرسمي (أقل سعر) عند نحو 1500 ليرة للدولار، وهناك قائمة أخرى تضم نحو 300 سلعة تحصل على الدولار بسعر مخفض عند 3900 ليرة للدولار.
ووفقا لهذه التقسيمة، هناك 3 أسعار للدولار في لبنان، الأول (الرسمي) في البنك المركزي، والثاني يدعمه أيضا المركزي (عند 3900 ليرة) والثالث هو سعر السوق السوداء الذي بلغ مستويات قياسية في الآونة الأخيرة وسجل اليوم قرابة 9000 ليرة للدولار.
والسعر الأخير هو الذي يسدد المستوردين من خلاله أثمان بضائعهم الرفاهية المستوردة من الخارج.
ويعني هذا أن كل سلعة ستخرج من قائمة الدعم ستعامل نفس المعاملة، وبالتالي نتوقع تضاعف أسعارها بنحو 3 مرات، فضلا عن أن الضغط في الطلب على الدولار قد يؤدي إلى ارتفاعه مجددا ووصوله إلى مستويات مرهقة للغاية.
ما هي السلع المدعومة في لبنان؟
القائمة الأولى، تضم واردات الوقود والقمح والأدوية، ولم يوضح المسؤولون في لبنان ما إذا كان سيتم إعفاء هذه القائمة من خطة رفع الدعم أم أنها ستدخل في الخطة، بما يعني المزيد من الوجع لفقراء لبنان.
أما القائمة الثانية فلم يفصح عنها مصرف لبنان المركزي، وإن كان قد أكد أنها تضم سلعا مثل الكاجو (نوع فاخر من المكسرات).
لكن وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان تنشر على موقعها الإلكتروني قائمة بسلع استهلاكية تقول إنها مدعومة بالتعاون مع مصرف لبنان المركزي.
وتضم القائمة أيضا مواد أولية ومدخلات زراعية ومنتجات صناعية.
وبالنظر في القائمة المنشورة، والتي تشمل السلع المدعومة حتى أغسطس/آب الماضي، فإنها تضم بقوليات وزيوتا وسكرا.
كما أنها تضم لقاحات طبية ولحوما وتونة ومرتديلا، وقهوة سريعة التحضير، وفطرا وأرزا ومكرونة.
وتضم القائمة أيضا الكابتشينو ومشروبات الشوكولاتة وأجبانا.
واللافت أن كل المنتجات التي تضمها القائمة هي من علامات تجارية محددة.
هل تنضب احتياطيات المركزي؟
جدير بالذكر أن لبنان الذي يرزح تحت وطأة عبء ديون ثقيلة، يواجه أشد أزماته الاقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، وهو ما أثر على العملة المحلية وتسبب في ارتفاع الأسعار.
وسقط الكثير من اللبنانيين في براثن الفقر وصاروا أكثر اعتمادا على الأغذية المدعومة.
وينذر تقليص الدعم بزيادة الغضب الشعبي في بلد تعصف به احتجاجات، إذ اندلعت الأزمة في 2019.
ويقول بعض المحللين إن احتياطيات المصرف المركزي قد تكون في حقيقة الأمر أقل من الأرقام التي سبق إعلانها بسبب تكبد خسائر في ظل أزمة النقد الأجنبي.
وقال نافذ صاووك كبير الخبراء الاقتصاديين ومحلل الأسواق الناشئة في أوكسفورد إيكونوميكس "أدركنا خلال هذا العام بالكامل أن الاحتياطيات تنضب في نهاية المطاف، ولم يجر حتى الآن اتخاذ خطوات لعمل شبكة أمان اجتماعي".
aXA6IDMuMTQ3LjI4LjExMSA= جزيرة ام اند امز