التبديلات في كرة القدم.. من 0 إلى 5 في 60 عاماً
تعتبر التغييرات في لعبة كرة القدم جزء لا يتجزأ من طريقة تعامل المدربين مع المباريات التي تخوضها فرقهم.
وما لا يعرفه العديد من محبي الساحرة المستديرة، فإن التغييرات في كرة القدم تعتبر اختراعا حديثاً نوعياً مقارنة بتاريخ اللعبة، علما بأنها شهدت تحولات عديدة وبصفة خاصة في آخر 60 عاما.
الاستخدام الأول لكلمة "استبدال" أو "لاعب بديل" كان من قبل الصحافة البريطانية للحديث عن اللاعبين الذين يتأخرون عن حضور المباريات، حيث يقوم المدرب أو المسؤول عن الفريق باختيار بدلاء لهم.
صحيفة "سبورتنج كرونكيل" البريطانية كتبت في تقرير لها عام 1863: "في ظل عدم وجود 3 لاعبين من فريق كارثويسانز الذين كان متوقع مشاركتهم، تواجد بدلا منهم 3 من البدلاء".
إدخال التغييرات في كرة القدم
قبل إحدى المباريات في تصفيات كأس العالم 1954، وتحديداً بين ألمانيا الغربية وسارلاند، تأخر أحد اللاعبين في ألمانيا عن الحضور فتم استبداله بلاعب آخر، حيث دخل ريتشارد جوتينجر بدلاً من هورست إيكل في تشكيل "المانشافت" قبل انطلاق اللقاء.
في موسم 1965-1966، وبعد ضغط وإلحاح شديدين، قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، لأول مرة السماح للفرق بإجراء تغيير واحد، ولا يكون ذلك إلا بدلاً من لاعب مصاب.
لكن، المدربون نجحوا في التغلب على تعنت الاتحاد الإنجليزي عبر التحايل، حيث أن دون ريفي مدرب ليدز يونايتد كان يطلب من لاعبيه إدعاء الإصابة كي يتمكن من استبدالهم.
وبناء عليه، قرر الاتحاد الإنجليزي في موسم 1967-1968، تعديل القانون بأن يكون من حق اللاعبين الخروج من الملعب لأسباب تكتيكية تخص المدرب.
كأس العالم 1970
كانت نسخة كأس العالم 1970 في المكسيك، أول بطولة مونديال تشهد إجراء تغييرات في تاريخ البطولة، وذلك بعد موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
أنطوني بوزاش من الاتحاد السوفيتي كان أول لاعب بديل في تاريخ المونديال، حين شارك بدلاً من زميله سيري برانكوفيتش في لقاء الافتتاح ضد المكسيك في 31 مايو/ أيار 1970.
الوصول إلى الرقم 5
في عام 1987، سمح الاتحاد الإنجليزي، وبعد إلحاح شديد بزيادة عدد التبديلات في المباراة الواحدة إلى اثنين بدلاً من لاعب واحد.
الاعتراض جاء من قبل المدربين في إنجلترا وقتها بسبب تعرض حراس المرمى لإصابات واضطرارهم للعب بأحد اللاعبين كحراس مرمى، حال إجراء التغيير الأول.
وارتفع الرقم ليصل إلى 3 تبديلات، وذلك في تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً في موسم 1994-1995، حيث بات من حق أي نادٍ إنجليزي إجراء 3 تبديلات على أن يكون هناك تبديل يخص حارس المرمى.
موسم 1996-1997، شهد أيضا تطورا ملفتا، حيث بات من حق المدربين، إجراء التغييرات الـ3 كما يحلو لهم بحسب احتياجاتهم الفنية، وهو الأمر الذي انتقل من إنجلترا إلى بقية أنحاء العالم.
وفي العام الماضي 2020، وبعد انتشار فيروس كورونا المستجد والذي ترتب عليه توقف النشاط الكروي حول العالم لفترة من الوقت، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السماح للأندية والمنتخبات بشكل استثنائي، بزيادة عدد التبديلات إلى 5 بدلاً من 3.
الزيادة جاءت بسبب ابتعاد اللاعبين عن الملاعب لفترة طويلة، فضلا عن توالي المباريات بشكل مضغوط نتيجة لفترة التوقف.