عمليات الاختطاف في السودان.. معدلات متزايدة ومصير مجهول
تزايد معدلات الاختطاف في مدينة كسلا شرقي السودان.
لم يكف أهالي كسلا، شرقي السودان، عن الحديث عن عروس خرجت من منزلها باكراً لشراء (تورتة) كانت تنوي صنعها لضيوف وعدوا بزيارتها بعد مرور شهر، وأكثر بقليل من زفافها، ومنذ 10 أيام غابت عن منزلها قسراً، وهي واحدة ضمن أعداد هائلة من الأطفال والشباب، خرجت ولم تعد حتى الآن.
وذكر موقع "السودان اليوم" أن تفاصيل القصة تعود إلى أنه بعد انتهاء العروس من شراء حاجاتها من سوق كسلا، وكانت على أهبة الاستعداد للرجوع للمنزل، استقبلت مكالمة هاتفية من أهلها، وعندما تأخر الوقت ولم ترجع للمنزل اتصلوا عليها مرة أخرى، ولم ترد، وبعد عدد من المحاولات أغلق الهاتف تماماً، ودونت أسرتها بلاغاً في الشرطة وتمت مراقبة الهاتف عبر رقمه السري، وحدد مكان الهاتف وعند وصول الشرطة للمكان والبحث فيه لم يجدوا أحداً، ووجدوا الهاتف مُلقى على الأرض.
والي كسلا، آدم جماع، قال، في تصريحات صحفية، إن عمليات الاتجار بالبشر شهدت انحساراً واضحاً، مشيرا إلى أن إحصاءات الثلاثة أشهر الأخيرة ومقارنتها بالفترة ذاتها من العام الماضي، توضح الجهود الكبيرة التي تم بذلها في الضرب بيد من حديد على تجار البشر.
وقالت (ف.ع) -ربة منزل-: "بات الخطف أمراً مروعاً، وبعد أن كنا نخاف على أبنائنا الصغار صرنا نخاف على أنفسنا أيضا، ولا نكاد ننسى هذا الأمر حتى يتجدد مرة أخرى مع تكرار عمليات الاختطاف التي تتمدد يوماً تلو الآخر دون رادع لها".
وأيدت (م.م) -ربة منزل- ذلك، وحكت قصة الطالبة التي حاصرها أربعة رجال في طريق عودتها للمنزل، وأجبروها على ركوب السيارة، ولحسن حظ الفتاة أن الخاطفين وقفوا لتموين السيارة بالبنزين من طلمبة على مقربة من السوق، وبفتح جزء من زجاج السيارة لجعل الأمر عادياً شاهدت الفتاة عمها وصرخت تناديه، ولما كان هناك (موتوسيكل) يسير خلف العربة ظنوا أن عمها يتابعهم، رموها من السيارة وفروا هاربين، وكان صاحب الموتوسيكل منقذها وموصلها لأهلها.
يعيش أهل كسلا الرعب والخوف من المجهول لأن الخاطفين مجهولو الهوية، لكنهم يعملون وفق منظومة الجريمة المنظمة، لأنها تنفذ عبر أشخاص يدخلون الأحياء بجرأة ويتحدثون مع أهلها، سيما أولئك الذين يستهدفون الأطفال ويصطادونهم بواسطة أسئلة تحتوي على معلومات حقيقية عنه أسرهم، ما يبين أنهم يدرسون الحي المستهدف ويعرفون أسماء السكان، الأمر المحير بالنسبة للمواطنين أن الحكومة تقف مكتوفة الأيدي وعاجزة وهي وتتفرج على أطفال ونساء من المدينة، يختفون يوماً تلو الآخر دون أن تحرك ساكناً، وتصر على أن الأمر ليس سوى عمليات تهريب تتم بموافقة ورضا المخطوفين.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز