نزاع غرب دارفور.. اتفاق يطفئ نار القبائل
وقعت قبائل عربية وقبيلة المسيرية بولاية غرب دارفور اتفاقا لوقف العدائيات، بعد اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل العشرات في الأيام الماضية.
وقال مدير منظمة "ظلال للسلام والتنمية" في محلية جبل مون محمد أحمد علي، لـ"العين الإخبارية"، "يلتزم الطرفان بوقف العدائيات لحين عقد مؤتمر صلح في النزاع الدائر بمنطقة جبل مون، يوم الإثنين الموافق ١٣ ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأكد علي تعهد قادة القبائل العربية وقبيلة المسيرية بالخضوع للمساءلة القانونية في حال خرقهم بنود الاتفاق.
مدير منظمة "ظلال للسلام والتنمية" المحلية غير الحكومية، قال إن هذه الاتفاقية سبقتها اتفاقيات أخرى في بداية الشهر الجاري، لكن القبائل العربية خرقتها.
وطالب علي بأن يكون الاتفاق الجديد تحت إشراف مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ما يردع أي طرف ينوي خرقه مستقبلا.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال إن الاتفاق الإطاري لوقف العدائيات بين القبائل في منطقة جبل مون لا يلبي التطلعات لتحقيق الاستقرار".
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الاتفاقية لا تمثل أصحاب المنطقة، إذ لا يشارك فيها الضحايا الأصليون للنزاع، مستبعدا مساهمة الاتفاقية في تحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي في المنطقة.
وأضاف أن أساس الصراع في جبل مون ليس قبليا، بل صراعا على الموارد الطبيعية، خاصة أن المنطقة غنية بالمعادن.
وتابع أن مشاكل جبل مون قديمة متجددة، وستظل موجودة ما لم يكن هناك سلام دائم وحوار سوداني بين كل ممثلي وأطياف الشعب للوصول إلى أرضية مشتركة.
تنافس القبائل
بدوره، يرى المحلل السياسي السوداني عبدالله آدم خاطر أن سبب الصراع في منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور، هو التنافس على الموارد بين القبائل.
وطالب المحلل السوداني جميع الأطراف، في حديث لـ"العين الإخبارية"، بقبول اتفاق وقف العدائيات بين كل المكونات في المنطقة من أجل الاستقرار والأمن.
كما طالب خاطر، حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي ووالي غرب دارفور خميس ابكر، بمنح الاهتمام والأولوية للجانب الأمني واستقرار المنطقة.
وكانت لجنة أطباء ولاية غرب دارفور أعلنت، الخميس، ارتفاع حصيلة الاشتباكات في منطقة جبل مون إلى ٢٥ قتيلاً و٤ جرحى.
ولفتت اللجنة، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إلى زيادة عدد الضحايا الذين وثقتهم في محليات كرينك، جبل مون وسربا منذ ١٧ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى ١٣٨ قتيلاً، و١٠٦ جرحى.
محاولات للسيطرة
والإثنين الماضي، أعرب مجلس السيادة السوداني عن أسفه لوقوع أحداث عنف في بعض مناطق ولايات دارفور وكردفان، أدت لسقوط عدد من الضحايا وإتلاف للممتلكات.
ووجه المجلس بفرض مزيد من الضوابط والسيطرة على الأوضاع في تلك المناطق، وفرض لهيبة الدولة، وسيادة حكم القانون والحد من تدفق السلاح من دول الجوار.
كما تطرق مجلس السيادة إلى جهود تسريع وتيرة تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وفق اتفاق جوبا لسلام السودان.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA= جزيرة ام اند امز