كسر حصار «القيادة العامة».. تطور جديد في الأزمة السودانية
للمرة الأولى منذ نحو عامين تمكن الجيش السوداني من كسر حصار مفروض على مقر القيادة العامة في الخرطوم، ما يعزز من قدراته في العاصمة.
وبحسب مصادر وشهود عيان شهدت مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم مواجهات عسكرية شرسة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأدت المعارك المحتدمة إلى فك الحصار عن مقر "القيادة العامة" وسط الخرطوم، الذي كان محاصراً منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023.
وأبلغت مصادر عسكرية "العين الإخبارية" أن قوات الجيش السوداني بشمال مدينة بحري تمكنت، اليوم الجمعة، من الالتحام مع قوات "سلاح الإشارة" أقصى جنوب المدينة، وفك حصار القيادة العامة.
ولم يتسنَّ لـ"العين الإخبارية" الحصول على تعليق فوري من قوات الدعم السريع أو تأكيد الأنباء عبر مصدر مستقل.
وقبل التقاء محاور الجيش السوداني من شمال وجنوب مدينة بحري، أعلن مجلس السيادة في بيان وصول قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إلى الخطوط الأمامية في مدينة "الجيلي"، نحو 50 كيلومترا شمالي العاصمة الخرطوم، التي استعاد الجيش السيطرة عليها الأربعاء الماضي، والاقتراب من "مصفاة الجيلي" التي تسيطر عليها قوات "الدعم السريع" منذ بداية الحرب.
ووفق المصادر العسكرية، فإن العمليات العسكرية للجيش السوداني مكنته من الانفتاح من مدينة "الجيلي" أقصى شمال العاصمة وحتى مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، مروراً بمدينة بحري.
ووفقا للمصادر العسكرية فإن الجيش السوداني كثف خلال اليومين الماضيين من قصف قوات "الدعم السريع" بالمدفعية الثقيلة في الوسط الغربي لمدينة الخرطوم بحري.
وقال شهود عيان لـ"العين الإخبارية" إن ألسنة اللهب والدخان تصاعدت بالتزامن مع الهجمات التي شنها الجيش السوداني على نقاط تجمع عناصر "الدعم السريع" في الأحياء الواقعة جنوبي ضاحية "شمبات" بمدينة بحري.
وكانت جبهات القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تتركز على الأجزاء الشرقية بمدينة بحري، لكن الجيش بدأ، قبل يومين، قصف المناطق الغربية للمدينة التي يشقها شارع "المعونة" الرئيسي.
ونشر عناصر الجيش مقاطع مصورة توضح التحام قوات الجيش القادمة من شمالي بحري إلى داخل "سلاح الإشارة" جنوبي المدينة، وفك الحصار عن القيادة العامة بعد عبور النيل جنوبا عبر جسر "الحديد" الذي يربط الخرطوم ومدينة بحري.
كما عزفت عناصر من الجيش السوداني، وفق الفيديوهات المتداولة، بوق النصر (البروجي) أمام أبواب القيادة العامة للجيش احتفالا بالتقدم والتحام المقاتلين لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
وأفادت مصادر عسكرية "العين الإخبارية" بأن قوات "الدعم السريع" سحبت سلاحها الثقيل وعناصرها القتالية من مدينة بحري إلى محلية شرق النيل.
وأكدت المصادر العسكرية أن مقر القيادة العامة للجيش ينتظر أن يتحول إلى محور قتالي إلى جانب محاور الجيش في منطقة "المُقرن" غربي مدينة الخرطوم، وفي "سلاح المدرعات" جنوب غرب المدينة حيث تقدم هذا المحور وصولا إلى أبراج "الرواد" السكنية قرب حي "الرميلة" في الخرطوم.
وما زالت قوات "الدعم السريع" تسيطر على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها "القصر الرئاسي"، "جياد الصناعية"، "مطار الخرطوم"، "بنك السودان المركزي"، "برج شركة زين للاتصالات"، "برج الفاتح"، مبنى "رئاسة الوزراء"، منطقة "السوق العربي"، مقر "الاستراتيجية العسكرية"، "أرض المعسكرات سوبا"، "المدينة الرياضية".
كما تسيطر أيضا على "معسكر الباقير"، معسكر "الدفاع الجوي"، مقر "الاحتياطي المركزي"، معسكر "طيبة"، مقر "جهاز الأمن والمخابرات"، مباني "فرع الرياضة العسكري"، مباني "معهد الاستخبارات العسكرية"، أكاديمية "الأمن العليا"، إدارة "العمليات الخاصة"، مقر "الشرطة العسكرية"، "اللواء الخامس مشاة"، "المنطقة المركزية"، "وزارة الداخلية"، "وزارة الخارجية"، "كلية الشرطة" إلى جانب مؤسسات حكومية ووزارات أخرى.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان، الذي كان حتى قبل الحرب من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTI4LjIwNi43IA== جزيرة ام اند امز