السودان.. قاعدة «وادي سيدنا» العسكرية في قبضة «الدعم السريع»
واصلت قوات "الدعم السريع" السودانية تقدمها على الأرض في المعارك المستمرة مع قوات الجيش منذ أبريل/نيسان الماضي. .
تصاعدت وتيرة الاشتباكات المسلحة في السودان، ووصلت إلى مناطق عسكرية استراتيجية في العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في صفوف المدنيين في الأحياء السكنية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
وأعلنت قوات "الدعم السريع"، اليوم الإثنين، تنفيذ عملية نوعية استهدفت قاعدة "وادي سيدنا" العسكرية، بمدينة أم درمان، شمالي العاصمة الخرطوم.
وذكرت "الدعم السريع" في بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، أن العملية أدت إلى تدمير طائرة حربية من طراز (C130)، ومخزن للذخيرة وعدد من الآليات والمعدات والمركبات.
وأضاف البيان أنه " أحدثت هذه العملية النوعية هلعا في أوساط بقايا قوات الجيش السوداني، التي لم يكن أمامها إلا الهروب من ميدان القتال، مشيرا إلى أن هذه العملية لن تكون الأخيرة.
وتلعب قاعدة "وادي سيدنا" الجوية دورا استراتيجيا في المعارك الدائرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ أكثر من 7 أشهر.
فالقاعدة الجوية التي تقع شمالي أم درمان على بعد 22 كلم من مركز العاصمة السودانية الخرطوم، تضم مطارا مدنيا، وبالمحاذاة منها تقع الكلية الحربية بمعاهدها المتخصصة مثل المشاة والمظلات، وأيضا "مجمع الصافات للتصنيع العسكري" المتخصص في صناعة مختلف أشكال الطائرات المدنية والعسكرية وصيانتها وتطويرها وتحديثها.
وتلعب قاعدة "وادي سيدنا" الجوية الدور الأبرز في هجمات الجيش على قوات "الدعم السريع"، وخاصة معسكرات القوات داخل الخرطوم الكبرى (نحو 11 معسكرا)، ونقاط تمركزها بالمحاور الاستراتيجية، وبالأخص مداخل الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، وبحري، وأم درمان).
اشتباكات متفرقة
وذكر شهود عيان لـ"العين الإخبارية"، باندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، جنوبي العاصمة الخرطوم.
وبحسب شهود العيان، فإن المنطقة شهدت قتالا عنيفا وقصفا مدفعيا، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
وقال المواطن السوداني محمد عمر، إن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، أجبرت بعض المواطنين على مغادرة منازلهم.
وأضاف عمر لـ"العين الإخبارية"، أن القصف العشوائي أثر على الأحياء السكنية، وانقطاع الكهرباء والمياه وخدمة الإنترنت.
ووفقا لشهود العيان فإن مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة إلى المناطق على أطراف المدينة.
وقالت المواطنة السودانية هاجر عباس، إن الاشتباكات المتواصلة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في أحياء أم درمان، أدت إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة للمواطنين.
وأضافت عباس لـ"العين الإخبارية"، أن أحياء مدينة أم درمان أصبحت شبه خالية إثر الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع".
كما أكد الشهود، أن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا تحليقا للطيران العسكري، كما سمع دوي المدافع الثقيلة.
عرقلة المساعدات الإنسانية
وفي ظل عدم الثقة بين الأطراف المتقاتلة، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش السوداني، بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرتها.
وذكرت القوات في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية" أنه "على الرغم من توقيع الطرفين على الالتزامات التي تتضمن حماية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، إلا أن استخبارات قوات البرهان واصلت في وضع العراقيل بشكل متعمد للحيلولة دون وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، حيث لم تدخل شاحنة واحد إلى مناطق سيطرة قواتها".
وأضاف البيان أن "عرقلة دخل المساعدات الإنسانية للمدنيين من الطرف الآخر لشاحنات المساعدات المتجهة إلى مناطق سيطرتها، يشكل إخلالا بالالتزامات التي أكدنا عليها في مطلع الشهر الحالي بالسماح بالمرور السريع للمساعدات."
وأشار إلى أن "الطرف الآخر يستخدم المساعدات الإنسانية سياسيا كوسيلة للعقاب الجماعي وحرمان المدنيين في مناطق سيطرة قواتنا من حقوقهم الأساسية بما يعد جريمة حرب."
وأكد أن هناك أيضا مضايقات بوضع العراقيل أمام المنظمات الأجنبية العاملة في مناطق سيطرة الدعم السريع، وذلك بالتأخير المتعمد لتأشيرات الموظفين، إلى جانب منع وصول المعدات الطبية إلى المستشفيات.
ولم تعلق قوات الجيش السوداني على ما جاء في بيان قوات الدعم السريع من اتهامات حتى اللحظة.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت الرياض استئناف المحادثات بين طرفي النزاع في مدينة جدة برعاية سعودية أمريكية، لبحث الوصول لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.
وكانت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش و"الدعم السريع" في جدة أسفرت في مايو/أيار الماضي عن أول اتفاق بينهما حمل اسم "إعلان جدة"، وشمل التزامات إنسانية وشروطا حاكمة تطبق فورًا، قبل أن تعلق المحادثات في يونيو/حزيران الماضي بسبب "الانتهاكات الجسيمة والمتكررة" لوقف إطلاق النار.