البرهان وتطورات السودان.. خارطة المستقبل في رسائل
رسائل تستبطنها تصريحات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان تقاطعت جميعها عند تصحيح مسار اختزلته التطورات الأخيرة بالبلاد.
رسائل من بين سطور ملامح المرحلة الانتقالية الجديدة التي ألمح البرهان إلى أنها قد تمتد لعام ونصف العام، وذلك في أول مؤتمر صحفي له منذ الإجراءات الأخيرة التي تم بموجبها حل مجلسي السيادة والوزراء، وإعلان حالة الطوارئ.
رسائل تنضح من بين السطور تستهدف أكثر من طرف، أولهم الإخوان، وتتصدى لتأويلات خاطئة للإجراءات الأخيرة، من خلال رفض وصف ما قام به بـ"الانقلاب"، مكتفيا بأن ما حدث "تصحيح لمسار للعملية الانتقالية"، في إيضاحات ترسم خارطة مستقبل السودان وتحدد معالم الفترة المقبلة.
تطمينات
طمأن البرهان السودانيين بشأن مصير رئيس الحكومة المقال عبد الله حمدوك قائلا إنه "في منزلي" وأنه في صحة جيدة وسيعود إلى منزله اليوم، مضيفا أنه في أمان ولم يتعرض لأي أذى لكن تم إبعاده لـ"الحفاظ على سلامته".
وتابع: "رئيس الوزراء حمدوك يواصل حياته الطبيعية، في تصريحات تبعث برسائل مطمئنة للداخل السوداني وللخارج أيضا، حيث تتوجه الأنظار إلى هذا البلد لتتبع مسار أحداثه عقب التطورات الأخيرة، ولتبديد المخاوف من أي تداعيات محتملة.
تطمينات تجسدت من خلال تأكيد البرهان أيضا، بمؤتمره الصحفي، على أن أبرز ملامح المرحلة الانتقالية المقبلة ستكون تشكيل مؤسسات بينها مجلس للوزراء، ومجلس سيادة، إضافة إلى مجلس تشريعي، واستكمال هياكل العدالة، بما فيها المحكمة الدستورية ومجلسا القضاء العالي، والنيابة.
تكنوقراط
البرهان شدد على أن الحكومة المقبلة لن تشمل أي قوى سياسية، وستتشكل من كفاءات وطنية مستقلة، فيما قد يُسمح بانضمام شباب شاركوا في الثورة إلى المجلس التشريعي المرتقب.
كما أكد أن المجلس السيادي الذي سيتشكل لن يتدخل في السياسة مع فتح الحكومة المقبلة أمام الأقاليم، بمعدل وزير لكل ولاية، لكن دون أن يضم أي قوى سياسية، على أن يشرك فيها كافة السودانيين، وهو توجيه سيعطى لرئيس الحكومة المقبل .
وتشير الجزئية الأخيرة إلى أن الهدف يكمن في تشكيل حكومة مدنية مستقلة تقود مسار الانتقال، في دحض لمزاعم أشارت لعكس ذلك.
وشدد الفريق أول عبدالفتاح البرهان على أن واجب القوات المسلحة، هو التأكد من أن كل شيء في الطريق الصحيحة لتحقيق الانتقال الديمقراطي.
الإخوان
من أبرز رسائل البرهان لفلول التنظيم الإرهابي الذي كان يعول على الفوضى لمحاولة العودة إلى الحكم، بأن القرارات قطعت أمامه الطريق، خصوصا في ظل وجود داعمين لهم.
وخلال مؤتمره الصحفي، قال البرهان إن القوات المسلحة لن تسمح لجهة ذات توجه عقائدي بالسيطرة على السودان.
وأوضح في معرض حديثه عن حل لجنة إزالة التمكين للإخوان، إنها لجنة ضرورية لتفكيك نظام حكم البلاد 30 عاما، في إشارة إلى تنظيم الإخوان ونظام عمر البشير.
وشدد على أن من لا يسير في الطريق الصحيح ستتخذ ضده إجراءات تحفظ أمن وكرامة السودان.
كما كشف البرهان أنه كانت هناك حملة معدة لاستهداف مؤسسة القوات المسلحة، وأن أحد الوزراء- لم يسمه-، كان يحرض القوات المسلحة على الانقلاب والفوضى.
وأردف أن "المخاطر التي شهدها السودان في الأسبوع الماضي، كان من الممكن أن تقود البلاد إلى حرب أهلية"، وهو ما كان الإخوان يعولون عليه للظهور مجددا والقفز إلى السلطة وإن كلفهم ذلك حمام دم.
السياسة والوطن
البرهان أشار أيضا إلى أن الأطراف في المجلس السيادي لم تتمكن من الوصول لاتفاق؛ لأن القوى السياسية رفضت مبادرات رئيس الوزراء.
ولفت إلى أن المكون العسكري وافق على مبادرة لم الشمل التي طرحها رئيس الوزراء المقال، عبدالله حمدوك، لكن قوى الحرية والتغيير، كانت لديها تعليقات بشأنها.
واعتبر أن "استفراد مجموعة محددة من القوى المدنية على الفترة الانتقالية بدون تفويض شعبي كان سيصبح مهددا للوحدة الوطنية وأمن البلاد".
وشدد البرهان على أن القوات المسلحة تريد أن تعيد للثورة الشعبية بريقها، عبر تحقيق دولة الحرية والسلام والعدالة.
تصريحات استبطنت استنكارا من تغليب المصلحة الحزبية والسياسية على الوطن، ما يستدعي قرارات استثنائية لإنقاذ البلاد من مربع الفوضى و"الفتنة".
الإعلام
في تصريحاته أيضا، لم يغفل البرهان توجيه رسائل للإعلام، في دعوة ضمنية لنقل الواقع بلا مساحيق أو تحريف، نظرا لحساسية الوضع وأهمية المصداقية في ترجمة الواقع السوداني.
فأكثر ما يعول عليه فلول الإخوان وغيرهم من مريدي الفوضى هو الأخبار الزائفة المتداولة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، ما يهدد بتضليل المتلقي وتحريف المعلومة عن سياقها.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز