وساطة معطلة.. اجتماع الإيغاد بدون وفد الجيش السوداني
عقدة جديدة تضاف إلى الأزمة السودانية التي قاربت على دخول شهرها الرابع.
البيان صدر عقب اجتماع لمنظمة "إيغاد" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الإثنين، وغاب عنه ممثلو الجيش السوداني.
غياب وفد الجيش السوداني عن الاجتماع رغم وجوده في أديس أبابا، برره بيان لوزارة الخارجية السودانية بأنه يأتي بسبب رئاسة كينيا للاجتماع رغم مطالبة الحكومة السودانية ومجلس السيادة السوداني بتغييرها قبل أكثر من شهر.
وقال بيان الخارجية السودانية إن "وصول وفد الحكومة إلى أديس أبابا يؤكد جديتها في المشاركة باجتماع لجنة إيغاد"، موضحا أن المطالبة بتغيير رئاسة كينيا للجنة لم يتم تنفيذها حتى اللحظة.
واعتبر البيان أن الرئيس الكيني وليام روتو لم يكن محايدا في الأزمة القائمة، مشيرا إلى أن الوفد سيظل في أديس أبابا في انتظار الاستجابة لمطالبه.
من جانبها، أصدرت منظمة إيغاد التي تقود اللجنة الرباعية للوساطة في السودان بيانها الختامي بشأن الأزمة، وأكدت فيه على أن مبادرة الدول المشاركة في الوساطة تهدف إلى دعم مسار وقف إطلاق النار والوصول لحل سياسي.
وحثت طرفي الصراع على وقف فوري لإطلاق نار غير مشروط مؤكدة على أن الاجتماع يشارك الأهداف التي يسرتها السعودية والولايات المتحدة للوصول إلى حل سياسي.
وأعرب البيان الختامي عن قلق دول الوساطة بسبب تبعات الأزمة في السودان ورحب بدور دول الجوار لاسيما باستقبال اللاجئين الذين فروا من القتال.
وحذر البيان من أن الحرب توسعت وباتت تتخذ منحى عرقيا، كما كشفت دول الوساطة عن أنها قررت بذل جهود مكثفة لعقد لقاء مباشر بين أطراف الأزمة السودانية.
وكانت العاصمة الإثيوبية احتضنت، اليوم الاثنين، قمة إيغاد لبحث الأزمة السودانية، وكان من المقرر أن يشارك في القمة وفدان عن الجيش السوداني والدعم السريع اللذَيْن دعتهما وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها إلى إنهاء القتال على الفور والعودة إلى الثكنات.
وجددت الولايات المتحدة نداءها لدول المنطقة لمنع أي تدخل خارجي ودعم عسكري، مشيرة إلى أن ذلك لن يؤدي إلا لتكثيف الصراع وإطالة أمده.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان صراعا بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأدّى النزاع الذي قارب على دخول شهره الرابع إلى مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من 2,8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وقبل اندلاع الصراع، كان السودان يعدّ من أكثر دول العالم فقراً حيث يحتاج 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف عدد السكان، لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة، وهي الأزمة التي تفاقمت بشدة جراء الاشتباكات.
من جانبها، انتقدت قوات الدعم السريع غياب الجيش السوداني عن اجتماع الإيغاد، وقالت في تغريدة على حسابها الرسمي بتويتر إن "هذا التصرف غير المسؤول يكشف بوضوح ما ظللنا نؤكده بأن القرار داخل المؤسسة العسكرية مختطف وأن هناك مراكز متعددة لاتخاذ القرار بداخلها تسعى لإطالة أمد الحرب وعرقلة المساعي الحميدة كافة التي يبذلها أشقاء وأصدقاء السودان في محيطه الإقليمي والدولي".
وقالت التغريدة "إن مقاطعة اجتماع الإيغاد من قبل وفد القوات المسلحة يأتي ضمن نهج النظام البائد المتطرف الذي بسببه تعرض السودان إلى أكبر عزلة إقليمية ودولية في تاريخه وإلى عقوبات تركت آثاراً سالبة في كافة مناحي الحياة في البلاد".
ووجهت قوات الدعم السريع الشكر للجنة الرباعية للإيغاد برئاسة رئيس كينيا وللأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وحكومة إثيوبيا والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والولايات المتحدة ، وبريطانيا على اهتمامهم بالأزمة السودانية.