أزمة السودان.. اشتباكات على الأرض واتهامات "إلكترونية"
اشتباكات على الأرض وسط تبادل للاتهامات على الفضاء الإلكتروني بين طرفي الصراع المحتدم في السودان.
هذا هو حال السودان اليوم الإثنين إذ اتهمت وزارة الخارجية السودانية، قوات الدعم السريع بتنفيذ عمليات التخريب وافتعال الحرائق في إطار حملة ممنهجة لتدمير العاصمة الخرطوم.
واتهمت الوزارة في بيان لها نقلته وكالة الأنباء السودانية قوات الدعم السريع بمحاولة القضاء على مقومات الدولة في البلاد.
وقال البيان إن قوات الدعم السريع "بعد هزيمتها في ميادين القتال"، لجأت خلال اليومين الماضيين لعمليات التخريب والحرائق في إطار حملتها لتدمير العاصمة، وارتكبت سلسلة حرائق استهدفت عددا من المؤسسات الاقتصادية والمباني التجارية الرئيسية والمهمة في البلاد التي تعد من ركائز الاقتصاد الوطني.
واتهمت الخارجية السودانية في بيانها قوات الدعم السريع بارتكاب التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غرب وجنوب دارفور، وجرائم الاغتصاب واختطاف المدنيين وقتلهم، والتجنيد القسري للأطفال، وطرد سكان العاصمة من منازلهم واحتلالها، ونهب البنوك والأسواق والمصانع وممتلكات المواطنين وسياراتهم، وتدمير الجامعات والمتاحف والمؤسسات الثقافية، وتحويل المستشفيات ودور العبادة إلى ثكنات عسكرية وغيرها من الفظائع.
وتنفي قوات الدعم السريع كل تلك الاتهامات، وتتهم الجيش بارتكاب جرائم مماثلة.
وأعلنت قوات الدعم السريع عبر حسابها بمنصة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا)، انضمام "الجبهة الثالثة تمازج بغرب دارفور" بكامل قواتها وعتادها لقوات الدعم السريع.
ونشرت "الدعم السريع" مقاطع فيديو لعناصرها في سوق الكلاكلة اللفة بجنوب الخرطوم لتؤكد سيطرتها على المنطقة.
وميدانيا، شهد حي المربعات جنوب مدينة أم درمان اشتباكات، اليوم الإثنين، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال مواطنون إن قوات الدعم السريع طلبت منهم صباح اليوم إخلاء منازلهم قبل بدء الاشتباكات.
وتعيش بعض الأحياء بالخرطوم انقطاعاً تاما للتيار الكهربائي منذ أمس الأول بسبب تضرر شبكة الكهرباء جراء القصف المدفعي المتبادل بين طرفي الصراع.
وما زالت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من برج شركة النيل للبترول أحد المعالم الرئيسية في السودان وسط قتال عنيف بين طرفي الصراع في العاصمة الخرطوم والذي دخل شهره السادس.
والبرج الزجاجي الذي يطل على النيل ويضم المقر الرئيسي للشركة وتعلوه دوائر معدنية تم تشييده خلال طفرة نفطية قبل إعلان دولة جنوب السودان استقلالها عن السودان في 2011 وهو من بين أكثر البنايات تكلفة في السودان.
تبادلت قوات الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بحرق البرج جراء القصف المتبادل بين الجانبين في حي المال والأعمال في الخرطوم قرب تلاقي النيلين الأزرق والأبيض
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، اندلعت اشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" وهي الاشتباكات التي تركت آثارها القاتمة على الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسودانيين، وخلفت أكثر من 4 آلاف قتيل، ودفعت نحو 5 ملايين شخص للنزوح من منازلهم إما إلى ولايات أخرى، أو دول خارجية.
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA= جزيرة ام اند امز