أزمة السودان.. «البراميل المتفجرة» تُعكر أجواء غرف التفاوض
بين طاولات المفاوضات الدبلوماسية وأتون الحرب المشتعلة، تتوسع هوة الأزمة في السودان، ففي الوقت الذي يحاول فيه المجتمع الدولي إطفاء نيران الصراع، تتصاعد وتيرة العنف، وتتجدد المواجهات المسلحة، وتتساقط البراميل المتفجرة على رؤوس الأبرياء.
ووفق مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، الثلاثاء، فإن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، قصف بشكل مكثف مدن الفاشر والضعين والطويشة والحصاحيصا بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى مقتل مواطنين وتدمير منشآت صحية ومراكز خدمية ومنازل.
كما أبلغت مصادر طبية "العين الإخبارية"، أن بعض الجثث ما زالت تحت الأنقاض بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وحسب المصادر الطبية، فإن أعداد الجرحى في تزايد مستمر بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، لافتة إلى أن القصف العشوائي للطيران، بمدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة (وسط)، أصاب أعدادا كبيرة من المدنيين.
وأكدت مصادر عسكرية أخرى أن قصف الطيران الحربي استهدف مخازن للأسلحة والذخيرة في مدن الفاشر والضعين والحصاحيصا.
وذكرت قوات "الدعم السريع" في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن "الطيران الحربي التابع للجيش السوداني نفذ غارات جوية استهدفت مناطق مأهولة بالسكان في الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور".
وأوضح البيان أن "قصف الطيران استهدف المستشفى التعليمي بمدينة الضعين، وتدمير مرافق عامة شملت مركزا للشرطة ومدرسة ابتدائية".
وحسب البيان، فإن "الطيران الحربي استهدف أيضا مناطق سكنية في محلية "الطويشة" بولاية شمال دارفور، ومقتل أسرة كاملة وتدمير منازل في مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة".
وأضاف "سقط نتيجة للعدوان الغاشم للطيران الحربي عشرات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح غالبيتهم من الأطفال والنساء".
وتابع "تعمد الطيران استهداف مركز غسيل الكلى، وعنبر النساء والولادة بمستشفى الضعين، وتم تدمير وحدة التبريد الخاصة بلقاحات الأطفال، كما أحدث العدوان الجوي دمارا كبيرا طال عددا من المباني السكنية".
ولم تتلق "العين الإخبارية"، تعليقا فوريا من الجيش السوداني، حول استهداف مدن الفاشر والضعين والطويشة والحصاحيصا بالبراميل المتفجرة.
محادثات سويسرا والقاهرة
وفي أعقاب مقاطعة محادثات سويسرا عقب دعوة من الإدارة الأمريكية، قرر قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، إرسال وفد إلى القاهرة للتفاوض حول تنفيذ إعلان جدة، دون تحديد موعد لذلك.
وفي بيان، صدر الأحد، قال مجلس السيادة السوداني: "بناء على اتصال مع الحكومة الأمريكية ممثلة في المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو، واتصال من الحكومة المصرية بطلب اجتماع مع وفد حكومي بالقاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة، سترسل الحكومة وفدا إلى القاهرة لهذا الغرض".
وكان مجلس السيادة قد تخلف عن حضور اجتماعات في جنيف دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية، بإشراف من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، إلى جانب سويسرا البلد المضيف ودولة الإمارات والسعودية ومصر.
وأعرب المبعوث الأميركي توم بيرييلو، الإثنين، عن تفاؤله بالجهود الجارية لجمع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على طاولة المفاوضات، رغم غياب الجيش عن جنيف.
ووصل المبعوث الأمريكي إلى القاهرة وأعلن عزمه الالتقاء بالمسؤولين المصريين وبوزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن الذي يزور العاصمة المصرية أيضا الثلاثاء، وإبلاغهم المساعي المبذولة في سويسرا لفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية وتنفيذ اتفاق جدة ووقف الحرب في السودان.
وأكد بيرييلو أنه سيلتقي كذلك وفدا من بورتسودان لبحث مشاركة الجيش في محادثات سويسرا.
ونهاية الشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن تسعى لإنهاء النزاع، ودعا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة.
بلينكن أوضح أن المحادثات "تهدف إلى تحقيق وقف العنف في جميع أنحاء البلاد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها، ووضع آلية مراقبة وتحقق فعالة من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق".
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز