"العين الإخبارية" في جولة بثاني أيام حظر الخرطوم.. مدينة أشباح

"العين الإخبارية" أجرت جولة بعدة مناطق بالسودان بدأتها بالخرطوم بحري وانتهت بأم درمان لمتابعة الالتزام بالحظر

"مدينة أشباح تحت حراسة مشددة".. هكذا بدت العاصمة السودانية مع بدء سريان حظر التجوال الجزئي لليوم الثاني على التوالي للتصدي لفيروس كورونا المستجد. 

"العين الإخبارية" أجرت جولة بمدن العاصمة الثلاث بدأتها بالخرطوم بحري وانتهت بأم درمان لمتابعة التزام السودانيين بالحظر.

وعند شارعي الملك نمر والبلدية بوسط الخرطوم شرق كان الالتزام قاطعا وبشكل كبير بقرار حظر التجوال الجزئي الذي بدأ سريانه، ليل الثلاثاء، وخلت الشوارع من المارة والسيارات.

أما عند السوق العربي فقد كانت الشوارع خالية تماما وتم إغلاق جميع المحال التجارية منذ وقت مبكر، وانعدمت حركة المرور وسيارات النقل العامة والخاصة.

• واشنطن تطالب رعاياها في السودان والعراق بالمغادرة خشية كورونا
• السودان يسمح بدخول الطلاب العائدين من ووهان الصينية دون حجر

وعند مدخل كوبري المك نمر أولى نقاط ارتكاز الأجهزة الأمنية، كان التعامل صارماً وكان هناك ضابط برتبة ملازم أول طلب منا إبراز إذن العبور الذي خصصته المنطقة العسكرية المركزية لبعض المهن، أو التعرض للحجز وعندما اطلع عليه سمح لنا بالمرور.

وكان لافتا أن يطلب الضابط من رجل شرطة أعلى رتبة منه إذن العبور وقال له بعد أن أدى التحية العسكرية: "أنا آسف، عليك إبراز إذن العبور إنها التعليمات ولا استثناء".

ومن كوبري المك نمر وصولا لمدخل مدينة أم درمان كان تكدس المواطنين رهيباً بعد أن رفضت السلطات لهم بالعبور، وأغلبية من كانوا في هذه المنطقة (أي عند مدخل كوبري شمبات عبورا باتجاه أم درمان) تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاما.

وكان واضحا في هذه المنطقة عدم الالتزام، لكنه قوبل من السلطات بصرامة وأمرتهم بالبقاء بالسيارات حتى صباح الجمعة، إنفاذا لقرار حظر التجوال الذي أقرته السلطة الانتقالية للتصدي لجائحة كورونا.

بعض المواطنين كانوا يتحدثون عن أن ظروفا مرضية أدت لخرقهم قرار الحظر وكل شخص كانت له أسبابه الخاصة، لكن عند السلطات كان الأمر واحدا وهو مخالفة ويجب اتخاذ الإجراءات ضد المخالفين.

وكان المتحدث الرسمي للجيش السوداني العميد عامر محمد الحسن حث المواطنين على الالتزام بحظر التجوال، مشيرا إلى عقوبات ستطال المخالفين بدءا من الاستجواب إلى الحبس.

وفي السياق، عدل مجلس الوزراء السوداني مواعيد العمل للعاملين بمؤسسات الدولة، لتكون من الثامنة والنصف صباحا إلى الثالثة مساء، حتى تتناسب مع تدابير مواجهة كورونا وحظر التجوال.

فيما قرر حاكم ولاية الخرطوم، خفض القوة العاملة في ولايته بنسبة 50% باستثناء مديري الإدارات، وذلك تماشيا مع التوجيهات الخاصة بعدم التجمع، لمنع انتشار كورونا.

وسبق حظر التجوال، فرض حالة الطوارئ الصحية في السودان، التي تم بموجبها تعليق الدراسة في كل المراحل لمدة شهر، ومنع التجمعات.

وحتى الثلاثاء، سجل السودان 3 حالات إصابة بفيروس كورونا، توفي أحدهم في الحجر الصحي، وفقا للإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة بالبلاد.