فيضانات السودان الأسوأ منذ قرن.. مواقع أثرية مهددة بالغرق
الفيضانات العارمة التي يشهدها السودان حاليا تهدد موقعين يضمان أهرامات مروي ونوري الملكية وهما من أهم المواقع الأثرية في البلاد.
لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم في السودان، حيث تستمر الأمطار الغزيرة والفيضانات في إحداث الفوضى في البلاد. كما دمرت المنازل والمحاصيل وسبل العيش الأخرى في الكارثة هي الأسوأ منذ قرن.
وقال مسؤول سوداني، الثلاثاء، إن الفيضانات العارمة التي يشهدها السودان حاليا تهدد موقعين يضمان أهرامات مروي ونوري الملكية وهما من أهم المواقع الأثرية في البلاد.
وقال حاتم النور مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان إن الحمام الملكي في مروي، وهو حوض يمتلئ سنويا خلال موسم فيضان النيل، معرض للخطر بسبب مستويات المياه غير المسبوقة، مضيفا أن الفرق تعكف منذ أمس الإثنين على حماية الموقع من الغرق، وفقا لوكالة رويترز.
وتقع مدينة مروي الأثرية على الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد نحو 200 كيلومتر شمال شرقي العاصمة الخرطوم. وكانت مروي عاصمة أسرة كوش التي حكمت في مطلع القرن السادس قبل الميلاد.
وقال النور إن المقابر الواقعة على عمق يتراوح بين سبعة وعشرة أمتار أسفل الأهرامات في مدينة نوري، التي تبعد 350 كيلومترا شمالي الخرطوم تضررت بسبب زيادة منسوب المياه الجوفية.
وتضم أهرامات نوري مقبرة طهارقة، الذي حكم ما أصبح الآن مصر والسودان في القرن السابع قبل الميلاد. وقال النور إن مقبرته أثرا تاريخيا لا يقدر بثمن.
ومثلما هو الحال في مصر كان أفراد الأسر الملكية في السودان يدفنون في مقابر أسفل أهرامات.
كان مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو قال، الإثنين، إن منطقة "البجراوية" الأثرية، حيث أهرامات مروي الشهيرة والمدينة الملكية لهذه الإمبراطورية المركزية، مهددة بالفيضان بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي.
وأشار عالم الآثار الفرنسي إلى أن مفتشي الآثار السودانية قد شيدوا سدودا في المكان بواسطة أكياس معبأة بالرمال، واستخدموا المضخات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.
كما أشار مارك مايو إلى أنه "لم يسبق أبدا للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل"، وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من الخرطوم.
وأكد الخبير الفرنسي أن "الوضع حاليا تحت السيطرة"، لكنه حذر في نفس الوقت من أنه "إذا استمر ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تعود الإجراءات المتخذة كافية".
وأضاف أن مواقع أثرية أخرى مهددة بالفيضان على طول مجرى النيل.
وأسفرت الفيضانات في السودان عن مقتل ما لا يقل عن 102 شخص وانهيار أو تهدم عشرات الآلاف من المنازل، حسبما أعلنت وزارة الداخلية السودانية.
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA==
جزيرة ام اند امز