السودان.. الصراع يلتهم "سلة غذاء العالم"
مع دخول الصراع في السودان يومه الـ12 بات الغذاء ومياه الشرب سلعة نادرة يحلم بها المواطنون في البلد الذي كان يطلق عليه سلة غذاء العالم.
بندر فرح ضوالبيت، شاب سوداني يبلغ من العمر 26 عاما، ويقطن في الخرطوم بحري، إحدى مدن العاصمة السودانية الثلاث، أصبح يشكو من نقص الطعام ومياه الشرب شأنه شأن أغلب سكان العاصمة السودانية.
ضوالبيت قال لوكالة رويترز إن ما لديه من طعام أوشك على النفاد ولم يعد بإمكانه سوى الخروج بحثا عن مياه الشرب خلال فترات توقف القتال الذي حول مدينته إلى ساحة حرب.
وأبدى الشاب السوداني رغبته في مغادرة مدينة بحثا عن منطقة أكثر أمانا لكنه لا يستطيع ذلك بسبب شح الوقود، مشيرا إلى أن المدينة تحولت إلى بلدة أشباح منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال ضوالبيت، وهو محلل بيانات ومدرس فيزياء بدوام جزئي، لرويترز عبر تطبيق زووم: "أشعر أننا إذا لم نمت بالذخيرة الحية أو بقنبلة فقد نموت من الجوع والعطش".
وأضاف "المخاوف تحيط بي من جميع الجهات.. نحن خائفون، لكننا نحاول الصمود والبقاء على قيد الحياة هنا"، مضيفا أنه يستطيع سماع دوي القصف وهو يتحدث رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة منذ الإثنين الماضي.
ونشر ضوالبيت على حسابه بموقع فيسبوك مقطع فيديو التقطه من داخل سيارة تجوب شوارع شبه خاوية في رحلة للبحث عن مياه الشرب، الإثنين، فيما ظهرت السماء ملبدة بأعمدة الدخان الأسود في الخلفية.
وقال إن الأطعمة التي اشتراها في بداية الأزمة أوشكت على النفاد كما أن المتاجر أغلقت أبوابها منذ بدء القتال، مضيفا أن "الناس يعانون من نقص الإمدادات الغذائية وكذلك المياه".
وأضاف "ننتظر أوقات الهدنة من أجل الخروج وجلب الماء"، مشيرا إلى أن محطة المياه تعرضت للقصف في اليوم الثاني من الاشتباكات، بينما انقطعت إمدادات الكهرباء بعدما انفجرت قنبلة في كابلات الكهرباء.
وأشار ضوالبيت إلى أن سكان سبعة منازل من أصل عشرة في حيه تركوا بيوتهم، مضيفا أن الشوارع تخلو من المارة من الساعة السادسة مساء.
وفي مناطق أخرى من الخرطوم بحري، قال ضوالبيت إنه يمكن رؤية الناس وهم يتجولون بحثا عن ماء أو طعام في الغالب، مضيفا "إنها بلدة أشباح أو مدينة أشباح. إنها بلدة، لم تصبح مدينة بعد الآن".
وبحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة السودانية، فقد أدت الاشتباكات إلى مقتل 460 شخصا وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين.
ومع إغلاق السفارات أبوابها ومغادرة الدبلوماسيين والرعايا الأجانب وموظفي الأمم المتحدة في طائرات وحافلات خاصة، يقول العديد من السودانيين إنهم تُركوا بمفردهم ليدبروا أمورهم بأنفسهم.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من جانبه، أشار إلى وجود نقص شديد جدا في الغذاء والماء والدواء والوقود مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ومنها المياه المعبأة.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، تتصارع قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، مع قوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في عدة مدن سودانية، الأمر الذي إلى تدهور الأوضاع الميدانية والمعيشية.
وقامت الدول الأجنبية بعمليات إجلاء مستمرة حتى اليوم لرعاياها من السودان، عبر طائرات وسفن توجهت إلى السودان.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز