الأزمة السودانية في مجلس الأمن.. "صورة قاتمة" تطمس فرص التفاوض
وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المشهد السوداني بالقاتم، رغم صمود الهدنة المعلنة منذ ليلة الإثنين الماضي.
وقال غوتيريش في بداية جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في البلد الأفريقي إن التقارير الصادرة من السودان ترسم صورة قاتمة للوضع هناك.
وجدد الأمين العام للمنظمة الدولية دعوته لطرفي الصراع لتغليب مصالح الشعب، فيما أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتس عن اعتقاده بأنه "لا يوجد ما يشير إلى استعداد الطرفين للتفاوض بجدية وهو ما يشير إلى أن كل طرف منهما يعتقد أن بإمكانه تحقيق نصر عسكري على الآخر".
ومنذ منتصف العام الجاري يشتبك الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مع قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في معارك عنيفة وسط المدن تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والطائرات.
وتسببت المعارك في تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في البلد المأزوم اقتصاديا، فيما يعاني النظام الصحي وسط مخاوف من انهيار وشيك.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان خلال الجلسة إن أعداد الوفيات والإصابات لا تعكس الواقع الحقيقي على الأرض.
وناشد بيرتس طرفي النزاع احترام القانون الدولي وحماية البنى التحتية ووصول الإمدادات، مؤكدا أن الهدنة وفرت إجلاء رعايا أجانب وموظفي الأمم المتحدة خارج البلاد.
وأشار إلى أنباء عن أن مطار الخرطوم يعمل الآن لكن المرابض تضررت.
وأوضح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان أن المنظمة الدولية تنسق بشكل وثيق مع كل الأطراف في البلاد.
ووافق كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتبارا من أمس الثلاثاء بعد مفاوضات توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية.
من جانبها قالت ليندا غرينفيلد مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن إنه "يجب أن يتوقف العنف في السودان بشكل فوري".
وأدانت غرينفيلد استمرار العنف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مؤكدة في الوقت نفسه تأييد بلادها للجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في السودان.
بدوره قال مندوب الصين لدى مجلس الأمن إن بلاده تدعم سيادة السودان وسلامته الإقليمية.
وأكد ممثل بكين على العمل على تأمين البعثات الدبلوماسية في السودان.
من جهته، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس إن "القوات المسلحة تقوم بالدفاع عن الوضع القائم في البلاد وإنهاء التمرد".
وأكد أن الباب لا يزال مفتوحا أمام الدعم السريع للانضمام للقوات المسلحة.
وكان الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع يتمحور حول الفترة الزمنية التي يحتاجها حميدتي للانضمام قواته إلى الجيش، ففي حين رأى الأخير أن الأمر يحتاج عقد من الزمان أصر قادة الجيش على تحقيق الدمج خلال عامين.
وبينما وصف المندوب السوداني ما يجري في بلاده بـ"الشأن الداخلي"، دعا إلى ندعو للالتزام بالهدنة وتجنب التصعيد.
ووجه المسؤول السوداني الشكر إلى الإمارات على تعهدها بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة إلى بلاده.
وخلال الجلسة تعهدت دولة الإمارات بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان، مشددة على أنه "ما من انتصار عسكري" هناك، وأن المدنيين هم من يدفعون الثمن.
وقالت السفيرة لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي إن الاستقرار في السودان لن يتحقق من خلال العنف، مؤكدة أن بلادها تتخذ خطوات ملموسة للمساعدة في تخفيف الأوضاع الإنسانية الحرجة في السودان.
وحذرت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة من أن الاقتتال في السودان سيزيد من الخسائر ومعاناة الشعب.
ودعت نسيبة طرفي الصراع في السودان إلى احترام وقف إطلاق النار.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg
جزيرة ام اند امز