شوارع السودان.. فرحة هستيرية بهزيمة "الحركة الإسلامية" السياسية
"العين الإخبارية" ترصد احتفالات السودانيين في الشوارع بالإطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير و"الحركة الإسلامية" السياسية الحاكمة.
تعج شوارع الخرطوم بالآلاف، منذ صباح اليوم الخميس، وسط أجواء احتفالية بقرب إنهاء حكم "الحركة الإسلامية" السياسية، التي تعد النسخة السودانية من تنظيم "الإخوان الدولي".
ورصد مراسل "العين الإخبارية" أجواء فرحة هستيرية بين السكان ترقبا لبيان هام من الجيش.
- تعد النسخة السودانية من تنظيم "الإخوان الدولي".
- المخابرات السودانية: إطلاق جميع المعتقلين السياسيين في البلاد
- "العين الإخبارية" ترصد أحداث السودان.. لحظة بلحظة
وكان السودانيون استيقظوا في وقت مبكر من صباح الخميس على أصوات موسيقى عسكرية تنقلها محطات الإذاعة والتلفزيون الرسمي للدولة، مع تنبيه بأن القوات المسلحة ستذيع بيانا مهما بعد قليل.
وعلى الفور علم الجميع أن الاحتجاجات المستمرة منذ نحو 4 أشهر بدأت تأتي أكلها وأن حقبة الرئيس عمر البشير قد انتهى أجلها بعد 30 عاماً من الحكم في السودان.
ورصد مراسل "العين الإخبارية" آلاف السودانيين الذين خرجوا إلى الشوارع، رافعين أيديهم بعلامات النصر ويرددون هتافات الثورة المأثورة، من شاكلة "سقطت سقطت يا كيزان"، و"الكيزان" هو اسم يطلق على "الحركة الإسلامية" السياسية، وهم الذين كانوا يحكمون من خلف البشير منذ انقلابهم الذي خطط له زعيمهم الراحل حسن الترابي في عام 1989.
كما انتشر قوات الجيش السوداني بكثافة على الطرقات، بينما رابطت سيارات قوات الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو، على مداخل ومخارج الجسور التي تربط بين مدن العاصمة الثلاث "الخرطوم - أم درمان - الخرطوم بحري".
وبدا واضحاً تجاوب قوات الجيش مع المحتفلين، حيث يلوحون لهم بأيديهم رافعين شارات النصر حينما يمرون بهم هاتفين لهم "الجيش جيش السودان، ما حق الكيزان".
وتدفق المئات من السودانيين نحو مقر القيادة العامة للجيش السوداني للالتحاق بالمعتصمين هناك ومشاركتهم الاحتفالات، حيث تحول وسط الخرطوم إلى مسيرات جماهيرية ترفرف فوقها أعلام السودان، وتنطلق الصافرات من أبواق السيارات، بينما أغلقت المحال التجارية وسط منطقة السوق العربي.
وعلى الرغم من تأخر إذاعة البيان المنتظر من قوات الشعب المسلحة، فإن المحتجين الموجودين في محيط القيادة العامة للجيش والسائرين في الطرقات نحوها، كانوا مطمئنين بأن حقبة البشير قد ولّت بلا عودة.
وقال الناشط السياسي صلاح حسن جمعة، لـ"العين الإخبارية"، إنهم لن يغادروا مكان الاعتصام حتى يتأكد لهم رحيل نظام البشير الذي يقف من خلف مجموعة المتأسلمين، مستبعداً احتمال التفاف قيادات النظام على مطالب المحتجين من خلال إعادة إنتاج النظام في صورة جديدة، حسبما يتخوف من ذلك الكثيرون.
وأضاف: "الشباب الذين خرجوا إلى الشارع وواجهوا بطش أجهزة أمن النظام وسقط منهم عشرات القتلى ومئات الجرحى لن توقفهم قوة بعد ذلك في سبيل اجتثاث النظام من جذوره".
وبدأت احتجاجات السودانيين في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي ضد حكومة البشير التي فضلت مواجهتهم بالعنف المفرط بواسطة الأجهزة الأمنية فسقط نحو 80 قتيلاً، بحسب إحصائيات لجنة أطباء السودان المركزية.
من جهته، قال الناشط المدني عمر هنري لـ"العين الإخبارية" إن "المطالب الحقيقية التي خرج من أجلها المحتجون إن لم تتم الاستجابة لها فلن يبارحوا محطة الاعتصام.
وأضاف: "لا بد أن يصدر بيان مشترك بين الجيش وتجمع المهنيين السودانيين الذي يقود هذه الاحتجاجات يؤكد الوحدة والاتفاق على الهدف".
وأكد أن المعتصمين لن يغادروا مقر القيادة وشوارع العاصمة الخرطوم حتى تطمئن قلوبهم على مصير الثورة، مناشداً الجماهير حراسة مكتسبات الثورة حتى تتحقق أهدافها الكاملة.