قمة "جوار السودان".. خبراء يستشرفون لــ"العين الإخبارية" الأهمية والنتائج المرتقبة
بعد أسابيع طويلة من القتال، وأزمة إنسانية متفاقمة، وهدنات مخترقة، لم تقف مصر مكتوفة الأيدي أمام أزمة جارها الجنوبي، وتحركت لحل الأزمة.
التحرك جاء هذه المرة عبر الإعلان عن عقد "قمة لدول جوار السودان" في 13 يوليو/تموز الجاري بالعاصمة المصرية القاهرة، في خطوة تأمل من خلالها مصر إلى اتخاذ خطوات عملية لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها.
- الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. السودان على حافة "حرب أهلية شاملة"
- 12 أسبوعا من القتال بالسودان.. ضربة جوية وأوضاع معقدة على الأرض
وتسعى كذلك بحسب، بيان للرئاسة المصرية إلى "الحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل".
وفي هذا الإطار، أكد الكاتب والمحلل السياسي السوداني المثني عبدالقادر، أن "قمة دول جوار السودان التي تستضيفها مصر، هي مرحلة جديدة لبحث الآثار المنعكسة للأزمة السودانية وتحولها لمهدد للأمن الإقليمي بعد أن كانت في الإطار المحلي".
وحدة الأرض
وأكد عبد القادر في حديث لــ" العين الإخبارية" أن "أهم قرارات قمة دول جوار السودان المرتقبة ستضمن وحدة الأراضي والحكومة السودانية والتأكيد على عدم قبول أو الاعتراف بأي حكومة موازية للخرطوم ما سيقود السودان تلقائيا إلى السيناريو الليبي بحكومتي الغرب والشرق".
وأضاف أن "انشغال الحكومة السودانية في الأزمة منعها من لعب أدوار كبيرة في المنطقة أهمها ملف سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد السودان ومصر معا".
وتوقع أن قمة دول الجوار "ستؤكد على إجهاض كل المساعي لتقسيم السودان منع إقامة حكومة مدنية من القوى السياسية والمدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في مدينة الجنينة لتصبح موازية لحكومة الخرطوم برعاية الجيش".
ولفت إلى أن "الترتيبات الجارية من قبل منظمة الإيقاد في العاصمة الإثيوبية تبدو أنها محاولة لتشكيل حكومة تصريف أعمال موازية بواسطة القوى السياسية والمدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري".
الوقت المناسب
واتفق مع عبد القادر، المحلل السياسي السوداني، فيصل ياسين، الذي شدد على أن "المبادرة جاءت في وقت مناسب قبل الاجتماع برئاسة كينيا ووجود تصريحات عديدة عن تشكيل حكومة في ظل رفض الجيش للوجود الكيني مما يعطي فرصة قوية للمبادرة المصرية".
وأضاف ياسين في حديثه لــ" العين الإخبارية" أن "المبادرة المصرية سيكون لها قبول وسوف تحدث اختراقا في الأزمة السودانية التي بدأت في أبريل/نيسان الماضي".
ولفت إلى أن "مصر فكرت بشكل صحيح بجمع دول الجوار السوداني وجيوسياسية استراتيجية نظرا لأنهم من أكثر الدول التي تأثرت بالصراع بشكل مباشر بالنازحين واحتشاد آخرين في المعابر".
واعتقد الكاتب والمحلل السياسي السوداني أن "المبادرة ستشهد ترحيبا كبيرا وتفاعلا في داخل البلاد"، مشيرا إلى أن "مصر تعمل على محاولة دعم السودان من خلال الإقليم المحيط به".
وقف إطلاق النار
أما رئيس مكتب الحركة الشعبية قطاع الشمال بالقاهرة، محمود إبراهيم، فقد شدد على أن "أول وأهم ما سينتج عن القمة هو الضغط على طرفي النزاع في البلاد لوقف القتال والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة سواء على دول الجوار أو المواطن".
وأكمل في حديث لــ" العين الإخبارية" أن "ثاني أهم القرارات هو تذليل العقبات التي تعيق التواجد والتواصل السوداني مع دول الجوار والإقليم".
وتابع: "كذلك تسهيل دخول اللاجئين والنازحين الفارين من جحيم القتال بالخرطوم سواء إلى مصر، أو إريتريا، أو تشاد، أو السعودية، أو إثيوبيا".
كما أكد رئيس مكتب الحركة الشعبية قطاع الشمال السوداني بالقاهرة على ضرورة "الحد من التدخلات الخارجية التي تزيد من اشتعال الأزمة في البلاد".
aXA6IDMuMTM4LjEzNS40IA== جزيرة ام اند امز