حرب السودان.. «الدرونز» تستهدف عاصمة الحديد والنار
في الحرب، تتسع وتيرة القتال وتضيق حسب مجريات الأحداث، وتدخل مدن مدى النيران فجأة في محاولة من طرف لعض أصابع الآخر.
هذه القاعدة تنطبق على الحرب في السودان، إذ وصلت الطائرات المسيرة الانتحارية مرة أخرى إلى مدينة عطبرة التي تعرف بعاصمة "الحديد والنار " بولاية نهر النيل.
وأفادت مصادر عسكرية "العين الإخبارية"، بأن قوات "الدعم السريع" استهدفت مطار عطبرة الجديد والسوق الكبير بمسيرات انقضاضية.
وحسب المصادر العسكرية، فإن المضادات الأرضية تعاملت مع المسيرات دون وقوع خسائر في الأرواح.
"محاولة فاشلة"
بدورها، ذكرت لجنة أمن ولاية نهر النيل في بيان، أن قوات "الدعم السريع"، "نفذت محاولة فاشلة باستهداف مطار عطبرة بمسيرات فجر اليوم".
وأوضح البيان، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت المسيرات خارج أسوار المطار، مضيفا أن "الأوضاع والأحوال الأمنية بالمطار والمدينة آمنة ومستقرة تماما".
فيما أبلغ شهود عيان، "العين الإخبارية"، بأن الهلع والخوف سيطرا على مدينة عطبرة المكتظة بالنازحين.
ولم تتلق "العين الإخبارية" تعليقا فوريا من قوات "الدعم السريع"، حول استهداف مطار عطبرة بمسيرات انتحارية.
ومؤخرا، اكتملت عمليات الصيانة والتوسع بمدرج مطار مدينة عطبرة، وأنشئت صالات جديدة للمسافرين، توطئة لاستقبال الرحلات الجوية المحلية والدولية.
لجنة تطوير وتأهيل مطار عطبرة، قالت بوقت سابق، إن ما يجري بالمطار من عمليات إنشائية يتمثل في تحويله لمطار دولي يلبي حاجة الولاية والبلاد في مجالات نقل البضائع والركاب.
سر عطبرة
وتقع مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل في شمال البلاد، وتبعد عن الخرطوم نحو 310 كيلومترات، وعن مدينة الدامر حاضرة الولاية بنحو 10 كيلومترات، وعن ميناء بورتسودان 611 كيلومترا.
كما تقع عطبرة على الضفة الشمالية لنهر عطبرة والضفة الشرقية لنهر النيل وتُعتبر من أقدم مدن السودان وأعرقها، وتسمى عاصمة "الحديد والنار" لاستضافتها رئاسة السكة الحديدية في البلاد.
واختارت بريطانيا عطبرة قديما لتصبح موقعا حربيا لقواتها بعد استعادة استعمار مدينتي أبوحمد وبربر القريبتين منها في عام 1898، لموقعها الذي يحيط به نهر النيل من جهة الجنوب والغرب. واشتهرت المدينة في تاريخها القديم والحديث بالسكة الحديدية والحركة النقابية السودانية.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.