خسائر واتهامات.. أم درمان ساحة تصعيد بين جيش السودان و"الدعم السريع"
على وقع الأزمة السودانية، التي أوشكت على شهرها الخامس، بات الميدان ساحة الفريقين المتناحرين، لحسم الصراع الذي غابت عنه الحلول السلمية حتى اللحظة.
صراع بدأ قبل أشهر وانتشر لهيبه في معظم أرجاء ثالث أكبر بلد أفريقي من حيث المساحة، إلا أن مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، كانت محور معركة شرسة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، خلال اليومين الماضيين، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، ونزوح الآلاف من منازلهم.
وعن تلك المعركة، قال الجيش السوداني في بيان، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، يوم أمس: "قامت قواتنا في أم درمان اليوم بعملية تمشيط واسعة شملت مناطق أم درمان القديمة والشهداء وسوق أم درمان حتى استاد الهلال وود البشير وخور أبوعنجة جنوبا."
ولفت الجيش إلى أن قواته كبدت الدعم السريع خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، مشيرا إلى مقتل أربعة من جنوده وإصابة آخرين.
ماذا قالت الدعم السريع؟
من جهتها، ردت الدعم السريع، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بأن قواتها "حققت نصرا جديدا في مدينة أم درمان"، متحدثا أيضا أنها كبدت الطرف الآخر "خسائر بشرية فادحة".
وفي بيان منفصل، قالت قوات الدعم السريع إن الجيش "احتل مستشفى النو بأم درمان وحوله إلى ثكنة عسكرية ومستشفى ميداني لمعالجة جرحاه الذين تجاوز عددهم الـ300 جريح".
مضيفا أن قوات الجيش "قصفت بالمدفعية الثقيلة عددًا من الأحياء السكنية في أم درمان القديمة مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين وتدمير منازلهم، فيما اضطر المئات إلى إخلاء منازلهم والنزوح إلى الأحياء الطرفية للنجاة بأرواحهم تفادياً للقصف العشوائي"
قصف عنيف
من جهتها، قالت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) في بيان: "تتعرض أحياء مدينة أم درمان القديمة وكرري لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة نتج عنه عديد الإصابات والوفيات."
وأضاف: "مستشفى النو بالثورة الحارة الثامنة في حاجة عاجلة جدا إلى كوادر جراحية وإلى التبرع بالدم من كل الفصائل، كما توجد حاجة ماسة لأسطوانات الأكسجين، ومحاليل بنك الدم، ومحاليل وريدية"، متابعًا: "نناشد كل من يستطيع المساعدة أن يقوم بذلك مع مراعاة الجميع للسلامة الشخصية في المقام الأول."
ومنذ منتصف أبريل/نيسان، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح عدة هدن في إيقافها، مما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدن المتتالية.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز