فيضانات السودان.. آلاف المشردين لا يزالون بحاجة للمساعدة
الأمطار الغزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة وفاضت أنهار مثل نهر النيل، على ضفافها وأصبح آلاف المشردين بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
عندما يعود باق البالغ من العمر 80 عاما بذاكرته إلى الوراء ويتأمل في سنوات عمره الطويلة التي أمضاها في السودان، لا يتذكر أنه رأى على الإطلاق شيئا مثل الفيضانات العارمة التي اجتاحت مناطق من البلاد هذا الشهر.
يقول باق إن المياه ظلت على مدى 7 أيام تغرق كل شيء "هنا وهناك وفي الداخل"، مشيرا إلى الملاذ الصغير الذي يعيش فيه.
وأضاف أنه لم يكن يرغب المغادرة والتفريط في متعلقاته البسيطة وظل متمسكا بالأمل في العثور على "جلابية أو اثنتين" وهي أثواب تقليدية معروف في مناطق من العالم العربي.
وتسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات مفاجئة وفاضت أنهار مثل نهر النيل، على ضفافها وأصبح آلاف المشردين مثل باق بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. وزاد منسوب المياه بنهر النيل عن 17 مترا.
وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 800 ألف شخص تضرروا من الفيضانات. وتقول وكالات إن هناك حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية، لكن التمويل لا يزال محدودا.
من جانبها تحدثت لاجئة من جنوب السودان تدعى كريستينا ديانق عن أحلامها البسيطة، وفقا لوكالة رويترز.
وقالت إنها لا ترغب سوى في إصلاح منزلها وأن تعيش حياة أفضل وترسل أطفالها إلى المدارس.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن الأمطار الموسمية الغزيرة تسببت في فيضانات عارمة بمناطق من السودان، وشردت آلاف اللاجئين والنازحين بالداخل وألحقت أضرار ببلدات تستضيفهم.
يوضح باق، وهو لاجئ من جنوب السودان يعيش على بعد 50 مترا فقط من ضفة النيل الأزرق في محلية شرق النيل بالخرطوم، أن الملجأ الذي يعيش فيه غرق بالمياه ليلا مع بدء ارتفاع منسوب المياه في مجرى النهر.
وتقطعت به السبل لعدة أيام ظلت فيها المنطقة غارقة بالمياه.
لم يعد الملجأ، المصنوع من قضبان الخشب وقطع القماش وباب مصنوع من ألواح الصفيح قادرا على حمايته.
ووزعت المفوضية مع شركاء آخرين مواد غير غذائية على حوالي 170 ألف لاجئ ونازح داخلي وفي المجتمعات المحلية.
وحتى منتصف سبتمبر/ أيلول الجاري، تسلمت المفوضية 38% فقط من مبلغ 274.9 مليون دولار تحتاجها لعملياتها في السودان.
وكانت الولايات الأشد تضررا هي غرب وجنوب وشمال كردفان وسنار ودارفور وشرق السودان والخرطوم.