أمريكا والسعودية على خط أزمة السودان مجددا.. التزام بإنهاء الصراع
غداة اجتماع لقادة دول جوار السودان استضافته العاصمة المصرية القاهرة، وما أسفر عنه من مخرجات لقيت دعمًا وإشادات دولية وإقليمية، دخلت أمريكا والسعودية مجددًا على خط الأزمة السودانية.
فتحت شعار إنهاء الصراع في السودان، اتفق وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، في اتصال هاتفي جمعهما مساء الجمعة.
شعار نادت به قمة دول جوار السودان، التي طويت أعمالها يوم الخميس، بالتأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار يكون اجتماعها الأول في تشاد.
إنهاء الصراع
ومن قمة دول جوار السودان، إلى الوسطاء التقليديين في الأزمة (الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية)، حاولت واشنطن والرياض، حث طرفي الصراع على إنهاء العنف.
فبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فإن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أكدا خلال اتصال هاتفي يوم الجمعة التزامهما المشترك بإنهاء الصراع في السودان وتلبية الاحتياجات الإنسانية هناك.
في السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن الأمير فيصل بن فرحان أجرى، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفياً بنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، استعرضا فيه أوجه توطيد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وتعزيزها في مختلف المجالات، كما ناقش الوزيران المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.
وفيما لم يأت البيان السعودي على ذكر الأزمة السودانية تحديدًا، لم تنجح جهود الوساطة الإقليمية والدولية حتى الآن في إنهاء القتال، الذي اندلع قبل 3 أشهر من الآن.
ما أبرز التطورات الميدانية؟
على وقع المعارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم، انقطعت الاتصالات لساعات عدة الجمعة في العاصمة السودانية.
وقال شهود عيان، إن اتصالات الإنترنت والهواتف النقالة، الضرورية للحصول على المعلومات والمؤن منذ بدء الحرب قبل نحو ثلاثة أشهر، كانت خارج الخدمة فيما دارت "اشتباكات عنيفة" في أحياء عديدة.
ولم تتضح أسباب انقطاع الخدمة على الفور. وأفاد شهود بأن بعض شبكات الهواتف النقالة عاودت العمل قرابة الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي.
وطوال ساعات الصباح، شوهدت أعمدة دخان أسود كثيف تتصاعد من المنطقة التي يقع فيها مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم وكذلك في الجنوب.
وأكد شهود في الخرطوم بحري، شمال شرق العاصمة، وقوع "مواجهات بكل الأسلحة". وقال سكان في أم درمان (شمال) إن طائرات حربية ومسيرات حلقت فوق هذه الضاحية الشمالية للخرطوم.
وأدت الأزمة السودانية المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، إلى اضطرار أكثر من 1,7 مليون سوداني إلى مغادرة الخرطوم بسبب الحرب فيما بقي ملايين آخرون داخل منازلهم خوفا من أن تصيبهم رصاصات طائشة جراء القتال، بحسب الأمم المتحدة.
طرق آمنة
ولجأ السكان إلى الإنترنت لتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال مبادرات جماعية تتيح العثور على طرق آمنة لإجلاء المصابين أو الحصول على أغذية وأدوية.
وأدى التصعيد الميداني إلى نزوح 2,4 مليون سوداني من منازلهم إلى مناطق أكثر أمنا داخل السودان حيث أصبحت الإمدادات شحيحة حتى في الأماكن الآمنة، علما أن ما بين "ثلثي إلى 80% من المستشفيات لا تعمل"، بحسب المسؤول في منظمة الصحة العالمية ريك برينان.
وأكد برينان، مدير عمليات الإغاثة في إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، أن النظام الصحي في السودان "كان يعاني أصلا قصورا كبيرا" وبات في الأزمة الحالية "يواجه تحديات هائلة ما يجعل الأمر بالنسبة لشعب السودان مسألة حياة أو موت".
في كوستي، المدينة الأخيرة على الطريق من الخرطوم إلى جنوب السودان، حذر المجلس النرويجي للاجئين من أن أمطارا غزيرة تسببت في سيول ما أدى إلى "احتياج العديد من الأسر إلى مساعدات، بينها 260 ألف شخص فروا من الخرطوم" إلى هذه المدينة.
وطالبت منظمات الإغاثة الإنسانية مرارا بفتح ممرات آمنة لنقل المساعدات والعاملين، وسبق أن حذرت من أن موسم الأمطار الذي بدأ في يونيو/حزيران يمكن أن يتسبب في انتشار الأمراض.
وأعلن عاملون في منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية خلال اجتماع الخميس ظهور حالات حصبة في 11 من ولايات السودان الـ18، إضافة إلى "إصابة 300 شخص بالكوليرا أو الإسهال شديد ووفاة ثمانية منهم"، وفق بيان أصدرته الجمعة منظمة الإغاثة الإسلامية.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز