قوة مشتركة بين الخرطوم وجوبا.. هل تطوي التفاهمات خلافات الحدود؟
تفاهمات تطيح بخلافات مزمنة شابت العلاقات بين السودان وجارته الجنوبية، وتعبد الطريق نحو تذليل عقبات انعكست سلبا على الأوضاع بالجارتين.
والخميس، اتفقت الخرطوم وجوبا على إنشاء قوة مشتركة لحماية الحدود منعا للأنشطة "السالبة"، في خطوة عملاقة على طريق حل القضايا العالقة بين البلدين.
وجاء الاتفاق في لقاء جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان برئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالعاصمة جوبا، وفق بيان صادر عن المجلس.
ووفقا للبيان، قال دفع الله الحاج علي، وكيل وزارة الخارجية السوداني، إن "الجانبين اتفقا على ضرورة تفعيل الاتفاقيات الخاصة بالمعاملات التجارية والتعاون بين البنوك المركزية في الدولتين وإنشاء قوة مشتركة لحماية الحدود منعا للنشاطات السالبة وتأمين الحدود".
ويمهد الاتفاق الطريق لحل أزمة المعابر بين البلدين والملفات الخلافية، في وقت تقتصر فيه المعابر المفتوحة على 4 فقط من أصل 10، وذلك منذ انفصال دولة جنوب السودان عن السودان عبر استفتاء شعبي في يوليو/تموز 2011.
تأمين الحدود
من جانبها، أعلنت وزارتا خارجية البلدين، في بيان مشترك، أن البرهان وسلفاكير “اتفقا على تشكيل قوة أمنية مشتركة لمنع تسلل الأسلحة غير القانونية ومحاربة القوات السالبة على الحدود المشتركة".
وأوضح البيان أنه جرى الاتفاق على تبادل المعلومات الاستخباراتية وعقد القوات الأمنية في البلدين اجتماعات دورية لتنسيق الإجراءات لمواجهة التحديات المحتملة.
كما دعا البرهان وسلفاكير آليات العمل الخاصة بمنطقة أبيي بمضاعفة جهودها لتحديد الوضع النهائي للمنطقة وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي والمجتمعي.
ولم تفلح الجارتان بعد الانفصال في ترسيم الحدود المشتركة، لكن الفترة التي تلت عزل الرئيس عمر البشير في 2019 أفسحت المجال لتطور العلاقات، بما مهد للانخراط في مباحثات انتهت بتشكيل لجنة فنية مشتركة للترسيم.
ويتنازع البلدان على مناطق حدودية، فيما اتفقت اللجنة الفنية على أكثر من 80% من الحدود المشتركة التي يبلغ طولها قبل الانفصال 1800، وتعتبر أطول حدود بين السودان وجيرانه.
غير أن هذا الطول يجعل من الحدود الأكثر تعقيدا أيضا لارتباطها بنشاط الرعي والارتحال والهجرات الموسمية، كما أن تداخل قضية الحدود مع ملفات أخرى عالقة تشمل بالأساس 5 نقاط حدودية بين الشمال والجنوب، يجعل منها من بين القضايا الخلافية الأهم بين الجارتين.
ومع تحقيق اختراق بملفات استئناف إنتاج النفط وقضية منطقة أبيي كان لا بد من المضي قدما في التفاوض على تحديد المنطقة المنزوعة السلاح، وهي المنطقة الجغرافية المحايدة بين الطرفين.
لكن المفاوضات انهارت أشهرا فقط بعد ذلك، وهو ما تداعى سلبا على طريق التوصل لاتفاق حول إقامة منطقة منزوعة السلاح، ثم عادت الأطراف مجددا إلى طاولة المفاوضات، وسط حرب اتهامات متبادلة بين الجانبين في الإخلال بمسؤولية أمن الحدود.
ومع التوصل لاتفاق إنشاء القوة المشتركة لحماية الحدود، يبدو أن البلدين يمضيان قدما نحو مرحلة جديدة من العلاقات تطوي عهد الخلافات التي طغت على تعاملات الجانبين منذ الانفصال قبل سنوات طويلة.
وبحسب تقارير إعلامية سودانية، تشمل المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين "دبة الفخار"، وهي منطقة تقع على بعد أربعة كيلومترات جنوب منطقة "جودة" بولاية النيل الأبيض، ويتمحور الخلاف فيها حول مساحة لا تتعدى كيلومترين شمالا وجنوبا.
كما تشمل أيضا "جبل المقينص"، الواقعة في مساحة حدودية بين ثلاث ولايات هي النيل الأبيض وجنوب كردفان بالسودان وولاية أعالي النيل بجنوب السودان، إلى جانب "كاكا التجارية"، وهي منطقة تجارية حدودية تفصل بين جنوب كردفان وولاية أعالي النيل الجنوبية بين خطي عرض 10-11.
ومن مناطق النزاع أيضا منطقة "كافي كنجي-حفرة النحاس"، الواقعة في جنوب دارفور، وهي عبارة عن متوازي أضلاع تبلغ مساحته 13 كلم مربع، وتسكنها قبائل من دارفور.
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA= جزيرة ام اند امز