التحليلات
مجلس سيادة جديد.. هل اقترب حل أزمة السودان؟
ردود فعل متباينة حول تداعيات قرار القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بتشكيل مجلس سيادة جديد ومدى قدرته على حل الأزمة.
وفي أحاديث متفرقة لـ"العين الإخبارية"، اختلفت آراء الخبراء بشأن نجاح قرارات، اليوم الخميس، في إحداث اختراق نحو حل الأزمة السودانية.
لكن ذلك لم يمنع من توافق القراءات على ضرورة قيام قائد الجيش بوضع "خارطة طريق" ترسم ملامح المرحلة القادمة بدقة نحو الانتقال للحكم المدني الديمقراطي، ويلتزم بتنفيذ بنودها.
والخميس، أعلن البرهان تشكيل مجلس سيادة انتقالي جديد، وبحسب التلفزيون السوداني، فقد تم تعيين محمد حمدان دقلو نائبا لرئيس المجلس.
وفي عضوية المجلس الجديد كل من شمس الدين الكباشي وياسر العطا ومالك عقار والهادي إدريس والطاهر أبو حجر ويوسف جاد كريم وأبو القاسم محمد أحمد وسلمى عبدالجبار المبارك موسى.
بداية حل
السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون السودان، يرى أن قرارات اليوم ربما تكون بداية الحل للأزمة السودانية، في حال التزم قائد الجيش بوضع جدول زمني للانتقال للحكم المدني والديمقراطي.
وقال حليمة إن "القراءة الأولية للقرارات تشير إلى أن الأمور تسير في المسار الذي حدده ووضعه البرهان، ومع الوقت ستلقى القرارات القبول داخليا وخارجيا".
وهو ما دلل عليه بأن جميع الوساطات لحل الأزمة تجنبت الحديث عن حدوث انقلاب عسكري، وتركز الحديث عن ضرورة التحول الديمقراطي والانتقال للحكم المدني.
واعتبر حليمة أن "تشكيل المجلس السيادي معبر إلى حد كبير عن جميع المكونات السودانية عدا شرق السودان، بعد أن جرى تأجيل تعيين ممثل إقليم شرق السودان في مجلس السيادة الجديد حتى انتهاء المشاورات.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون السودان أن الاجراءات تشكل امتدادا لما أعلن عنه البرهان في وقت سابق بتصحيح مسار الثورة، ولديه من الأسباب الأمنية والاقتصادية والخارجية ما دفعه لها.
ووفق حليمة، فإن تصعيد بعض القوى والأحزاب المدنية ستتلاشى مع مرور الوقت، لافتا إلى أنه ليس من مصلحة السودان حدوث تصعيد في هذا التوقيت بسبب الأوضاع الخطيرة التي تمر بالبلاد على الصعيد الداخلي والخارجي، وهو ما يقتضي استتباب الأمن من جديد، معتبرا أن "المجلس السيادي بتشكيلته الحالية قادر إلى حد كبير على القيام بهذا الدور".
غير أن نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية أكد على ضرورة قيام قائد الجيش بإعداد برنامج زمني بتوقيتات محددة وتحديد أولويات المرحلة من أجل الانتقال للحكم المدني.
وقال موضحا الجزئية الأخيرة: "مطلوب وضع ما يشبه خارطة طريق واضحة المعالم تعرض أمام الشعب السوداني ويكون هناك التزام من البرهان بتنفيذها".
فشل
وخلافا للسفير حليمة، يرى الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، أن "المؤشرات المتوفرة تشير إلى أنها ليست خطوة نحو الحل بل دليل على فشل جهود الوساطة".
وفي قراءته لقرار تشكيل المجلس السيادي، قال رسلان إن قرار تعيين مجلس جديد هو تمهيد لتكليف رئيس جديد للحكومة بخلاف عبد الله حمدوك.
ونبه إلى أن "الأنباء التي يجري تداولها في الخرطوم تشير إلى وجود 4 مرشحين أبرزهم؛ هنود أبيا كدوف، وهو أستاذ جامعي ينتمي إلى منطقة جبال النوبة بجنوب كردفان، ويعمل حاليا رئيسا لجامعة أفريقيا العالمية".
وبحسب رسلان، هناك توقعات تشير إلى أن محاولات الوساطة مع "حمدوك" ومع تحالف الحرية والتغيير قد فشلت، ما "سيقود إلى المزيد من التأزم فى الحالة السودانية، حيث إن هناك قطاعا كبيرا من الشارع يرفض هذه القرارات ويراها انقلابا".
وتابع: "سيظل هناك قدر كبير من عدم الاستقرار والتململ، فيما سيواصل الغرب ضغوطه على السودان بعدم التعاون اقتصاديا والتراجع فى شطب الديون".
وفي أول تصريح له عقب إعلان تشكيل مجلس سيادة جديد، أكد البرهان حرصه على حماية الثورة وتحقيق الانتقال الديمقراطي، مؤكدا التزامه بالحوار الجاد مع كافة القوى السياسية والخروج الآمن بالسودان من الأزمة السياسية الراهنة وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة.
.
ويشهد السودان احتجاجات منذ إطاحة الجيش بالحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، في 25 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، عقب أزمة سياسية حادة، تخللتها مظاهرات في الشوارع تطالب الجيش بإنهاء مشاركته في الحكومة، وتلاها إعلان البرهان حل مجلسي الوزراء والسيادة وفرض حالة الطوارئ.