طوارئ في السودان لمواجهة السيول والفيضانات.. الخوف من الكارثة
تنخرط ولايات السودان المختلفة في عمل دؤوب لوضع الإجراءات الاحترازية اللازمة لتفادي تكرار كارثة الفيضانات التي ضربت البلاد العام الماضي.
وتجري الخرطوم استعداداتها لاستقبال موسم الخريف، ولا تزال ذكرى السيول المدمرة عالقة بمخيلة السودانيين لفجاعتها، بعد أن أودت بحياة 128 شخصاً وحطمت آلاف المساكن والمرافق الحيوية.
ورغم التدابير الاحترازية التي وضعتها السلطات لمواجهة الخريف، فإن ثمة مخاوف تسود الشارع السوداني من كارثة تحل بهم مجدداً، إثر توقعات بمعدل كبير من الأمطار والفيضانات هذا الصيف.وأعلنت ولاية الخرطوم الأكثر تأثرا بالسيول والفيضانات، أنها تمضي بشكل جيد في وضع الحواجز الترابية كمتاريس على جنبات نهر النيل في كافة المناطق التي تجتاحها مياه النهر في كل عام، كما قامت بأعمال ردم وفتح المجاري لتصريف مياه الأمطار من الأحياء السكنية.
وقبل أيام من حلول ذروة السيول والفيضانات التي تكون خلال شهري أغسطس وسبتمبر، خلفت أمطار غزيرة أضرارا بليغة بمدينة الفاو بولاية القضارف شرقي السودان، والتي عزلتها المياه تماما وتجري إغاثة سكانها هذه الأيام.
فيما تضررت نحو 120 قرية في ولاية الجزيرة وسط السودان وفق إحصاءات للسلطات المحلية، وذلك جراء أمطار هطلت بمعدلات كبيرة في المنطقة الأسبوع الجاري.
وبحسب وزارة الري السودانية، فإن منسوب النيل الأزرق يواصل الارتفاع وسجل وفق آخر إحصائية صدرت الثلاثاء، 452 مليون متر مكعب.
وحثت الوزارة السودانية في بيان صحفي، المواطنين القاطنين في ضفاف النيل أخذ الحيطة والحذر جراء ارتفاع مناسيب النهر ووصول مرحلة الفيضان.
وقد دفعت هذه التحذيرات حاكم ولاية سنار المطلة على النيل الأزرق، الماحي محمد سليمان، إلى استنفار كافة الإمكانيات والآليات في ولايته لمواجهة تمرد النيل والأمطار التي هطلت بغزارة في المنطقة.
ووجه الماحي في تصريح صحفي، الأربعاء، غرفة طوارئ الخريف في ولايته بأن تظل في متابعة مستمرة ليتسنى العبور بسلام من فيضانات هذا العام.
وشملت حالة الاستنفار غالبية الولايات السودانية خاصة المطلة على النيل والأنهار، مثل الخرطوم، والجزيرة وولايتي نهر النيل والنيل الأبيض، وجرى وضع الاحترازات لتفادي فاجعة العام الماضي.
وعاش السودانيون العام الماضي لحظات عصيبة عندما تمرد النيل وفاض بمعدلات غير مسبوقة منذ 100 عام وفق السلطات بالخرطوم، وهطلت الأمطار بنسب كبيرة وقياسية، وكان أغسطس وسبتمبر الأكثر قسوة على سكان هذا البلد.
وإلى جانب الخسائر البشرية للفيضانات التي خلفت 128 قتيلاً، حسب الإحصاءات الرسمية، تسببت في خسائر مادية بالغة قدرها خبراء لـ"العين الإخبارية" في وقت سابق بما يتراوح بين 3 إلى 4 مليارات دولار أمريكي، وهو ما شكل ضغطاً جديداً على الاقتصاد الذي يواجه تدهورا مريعا منذ سنوات.
وبحسب الإحصائية الرسمية لوزارة الداخلية السودانية يومها، أن الفيضانات "تسببت أيضا بتضرر 98 ألفا و550 منزلا، بينها 40 ألفا و444 منزلا تعرضت لانهيار كلي، و58 ألفا و106 تعرضت لانهيار جزئي، كما تضرر 97 ألفا و791 فدانا زراعيا".
كما تسببت فيضانات العام الماضي، بتضرر 353 من المرافق الصحية والتعليمية والخدمية والمساجد، و400 متجر ومخزن، فيما نفق نحو 5 آلاف و980 رأسا من الماشية".
وتجلت الكارثة الإنسانية التي حملها العام الماضي، في أن الحياة ظلت شبهة متوقفة في مناطق سودانية واسعة لثلاثة أشهر متتالية، بعد أن أصبحت جزرا معزولة بفضل السيول والفيضانات، الأمر الذي عطل عملية الإنتاج وشل الإيرادات العامة.