جديد الأزمة السودانية: كارت أحمر في وجه المبعوث الأممي
بُعد جديد أضيف إلى الأزمة السودانية المستمرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
فقد أعلنت الخرطوم، الخميس، طرد فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس".
وقال بيان لوزارة الخارجية السودانية "أخطرت حكومة جمهورية السودان السيد الأمين العام للأمم المتحدة بإعلان السيد فولكر بيرتس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس، شخصا غير مرغوب فيه، وذلك اعتباراً من تاريخ اليوم".
وفيما لم يوضح البيان أسباب القرار، إلا أن قادة الجيش السوداني أعربوا أكثر من مرة عن رفضهم المباشر للمبعوث الأممي وعدم الرضا عن تحركاته واتهامه بالانحياز وتجاهل تنفيذ التفويض الممنوح للبعثة وانصرافها للتركيز على القضايا السياسية وإهمال المسائل ذات الصلة بدعم السلام والمساعدة في الانتقال والتحضير للانتخابات.
البرهان ينتقد بيرتس
وسبق للفريق أول عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة، أن أرسل خطابا الشهر الماضي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش يحثه فيه على استبدال فولكر بيرتس بمبعوث آخر.
وقال البرهان في رسالته إن المبعوث الأممي "قدم انطباعا بعدم حيادية الأمم المتحدة واحترامها لسيادة الدول، وكان سلوكه يتسم بنسج التعقيدات وإثارة الخلافات بين القوى السياسية مما أدى إلى أزمة منتصف أبريل/نيسان الماضي".
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان اشتباكات بين قوات الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف المصابين، إضافة إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون سوداني داخل وخارج البلاد.
واتهم البرهان فولكر بيرتس بدعم حميدتي، وأن الأخير "ما كان ليتمرد ما لم يجد إشارات ضمان وتشجيع من عدة أطراف بينها المبعوث الأممي"، وهو ما نفاه بيرتس.
ولكن خطاب البرهان لم يأت بالنتيجة المرجوة، إذ جدد غوتيريش تفويض بيرتس حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل.
من هو فولكر بيرتس؟
وفولكر بيرتس، الألماني الجنسية، عُين ممثلاً خاصاً للسودان ورئيساً للبعثة الأممية في السابع من يناير/كانون الثاني 2021، وبحسب سيرته الذاتية فإن لديه أكثر من 25 عاماً من الخبرة في الأوساط الأكاديمية والبحثية والعلاقات الدولية والدبلوماسية.
وسبق له شغل منصب الأمين العام المساعد بين 2015 و2018، ثم المستشار الأول للمبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا، وعمل كذلك في منصب رئيس فرقة العمل المعنية بوقف إطلاق النار التابعة لمجموعة دعم سوريا الدولية نيابة عن الأمم المتحدة.
ويرى البعض أن تجربة بيرتس في سوريا وما لازمها من إخفاق كفيل بمنع استمراره في السودان.