غموض يكتنف مصير وزير الصحة السوداني وسط تضارب التصريحات
تضارب التصريحات بين المجلس السيادي من جهة والحكومة من جهة أخرى بشأن استمرار أكرم علي التوم في منصبه
سادت حالة من الغموض في السودان بشأن مصير وزير الصحة أكرم علي التوم في ظل تضارب التصريحات بين المجلس السيادي من جهة والحكومة من جهة أخرى بشأن استمراره في منصبه من عدمه.
بدأت تلك القصة مع إصدار المجلس السيادي، الذي تم تشكيله للإشراف على المرحلة الانتقالية في السودان عقب الإطاحة بنظام عمر البشير، بيانا أعلن فيه توافق شركاء السلطة على إقالة التوم من منصبه على خلفية تصريحات بشأن فيروس كورونا المستجد.
غير أن المجلس السيادي سرعان ما تراجع عن بيان الإقالة وسحبه من صفحته الرسمية على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، بعد حوالي نصف ساعة من نشره ظهر الأربعاء، كما حذفت وكالة الأنباء الرسمية الخبر، وقدمت الاعتذار للقراء معللة بأن الإجراء تم نتيجة لحذف البيان من المصدر الرئيسي.
ما سبق تم تفسيره بأنه تراجعا عن الإقالة، عزز ذلك إصدار مجلس الوزراء السوداني بيانا جدد فيه الثقة في وزير الصحة وأكد بقائه في منصبه.
إلى هنا ظن الكثيرون أن الأمر انتهى والجدل تم حسمه، لكن قيام المجلس السيادي بإعادة نشر بيان إقالة التوم، مساء الأربعاء، بعد أن سحبه في وقت سابق، رسم الغموض على مصير الوزير السوداني الذي لم يدل بأي تصريحات عقب تلك الأزمة.
وبحسب البيان الذي نشره المجلس السيادي مرتين آخرها أمس الأربعاء، فقد تم عقد اجتماع ثلاثي بالقصر الجمهوري الخميس الماضي ضم رئيس المجلس وعدد من أعضائه ورئيس الوزراء ووزيرين آخرين بالإضافة لمكون قوي الحرية والتغيير.
وأضاف البيان أن المجتمعين أقروا بالإجماع أن يتخذ رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الخطوات الدستورية اللازمة لإقالة وزير الصحة من منصبه.
وبعد انتشار بيان مجلس السيادة، خرج وزير الاعلام المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح على التلفزيون الرسمي معلنا بقاء وزير الصحة في منصبه.
وقال صالح في بيانه، مساء الأربعاء، إنه "ليس هنالك أي اتفاق أو توصية لإقالة الوزير أكرم علي التوم من منصبه".
وأوضح أن الاجتماع الذي ذكره المجلس السيادي "عقد لمناقشة الوضع الصحي، وتم الاستماع لآراء كثيرة، من بينها إقالة أكرم، وكان الرد أن هذا ليس المكان المناسب لمناقشة الأمر".
وأشار صالح إلى أنه "لا يوجد أحد فوق النقد أو المحاسبة، لكن مجلس الوزراء يؤكد ثقته في وزير الصحة، ويقدّر الجهود التي يقوم بها كل الكادر الصحي لمواجهة التحدي الراهن".
من جانبها، أعلنت قوى الحرية والتغيير رفضها إقالة وزير الصحة وقالت في بيان إنه لم يتم الاتفاق على هذه الخطوة في الاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري والذي- بحسب المصدر نفسه- ناقش آلية مكافحة كورونا وتم التطرق إلى موضوع التوم، غير أن رئيس الوزراء رد حينها أنه سيطلع على التقرير بغرض حل المشاكل.
وكانت تصريحات خرجت على لسان وزير الصحة السوداني خلال كلمة بثت عبر التلفزيون الرسمي اعتبرها البعض غير مناسبة ولا تتماشى مع جهد الدولة في مكافحة الفيروس.
التصريحات قال فيها التوم: "باختصار.. فيروس كورونا ليس له علاج.. ولو أصابك ستحصل على بندول.. وإن اختنقت سنعطيك أوكسجين.. ولو ضاقت عليك ستموت".
إلا أن مجلس الوزراء السوداني أشاد لاحقا بأداء وزارة الصحة مجددا شكره للجيش الأبيض وجهوده المقدرة في درء وباء كورونا وحماية المواطنين.