السوداني الشفيع راشد.. من "بيلتز داعش" للسجن مدى الحياة
من القاعدة إلى داعش ثم السجن مدى الحياة.. 10 سنوات حبلى بالأحداث في حياة السوداني "الشفيع راشد" أسدل الستار عنها داخل سجن أمريكي.
كان الشاب السوداني الذي يحمل الجنسية البريطانية "الشفيع" يعيش حياة هانئة رفقة أسرة مكونة من شقيقه "محمود" ووالده السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني فرع بريطانيا راشد سيد الشيخ الذي هاجر بأسرته من السودان للاستقرار في بريطانيا قبل ثلاثة عقود.
وانضم الشفيع راشد لتنظيم القاعدة وغادر بريطانيا للالتحاق بقوات القاعدة في سوريا في العام 2012 وبعدها بأشهر لحق به شقيقه الأصغر محمود لينخرطا معاً في صفوف داعش.
سنوات عجاف ضاع معها الحلم الداعشي لـ"الشفيع"، عندما وصلت محطتها إلى العام 2015، بمقتل شقيقه محمود (19 عاما) في تكريت، بغارة جوية استهدفت مواقع تتبع عناصر داعش بالعراق.
وبعد إدانته بعضويته لخلية "البيلتز" الداعشية، عاقبته محكمة أمريكية، أمس الجمعة، بالسجن مدى الحياة، لتورطه في الإشراف على احتجاز وتعذيب ما لا يقل عن 27 صحفيا وعاملاً في المجال الإنساني والإغاثي قدموا من الولايات المتحدة وأوروبا وبلجيكا واليابان ونيوزيلندا وروسيا إلى العراق وسوريا.
سقوط "الشفيع"
تعود عملية القبض على السوداني "الشفيع" إلى العام 2019، حين ألقت القوات الكردية في العراق القبض عليه بعد محاولته الهرب إلى تركيا ليتم احتجازه في أحد السجون شمالي سوريا بطلب من لندن وواشنطن.
عقب ذلك جرى تسليم الشاب البريطاني من جذور سودانية من سوريا إلى الولايات المتحدة، لتبدأ محاكمته، وسط اعتراض من لندن على محاكمته أمام القضاء الأمريكي، مارس/آذار الماضي.
وبات من المؤكد أن يقضي الشفيع عقوبة السجن داخل أحد أكثر سجون العالم تحصيناً بعد إدانته بقتل 4 أمريكيين هم الصحفيين (جيمس فولي وستيفن سوتلوف)، فضلا عن عاملي إغاثة هما (بيتر كاسيج وكايلا مولر) في سوريا.
وكشفت تقارير إعلامية أمريكية أن "الشفيع" سيتم نقله إلى سجن سوبر ماكس أو (أيه دي إكس) بولاية كولورادو، والذي يشتهر باسم (ألكاتراز الروكيز) في إشارة إلى سجن الكاتراز الشهير في ولاية كاليفورنيا.
وسجن سوبر ماكس يضم المدانين بقضايا الإرهاب والمتطرفين العنصريين ورجال العصابات والقتلة وزعماء مخدرات والمصنفين بالأكثر عنفا وعدوانية بحيث لا يمكن أن يبقوا بين عامة السجناء.
وحشية "البيتلز"
تعود تسمية خلية "البيتلز" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي إلى مجموعة من السجناء والرهائن، نظرا للهجة اللغة التي يتحدث بها عناصر هذه الخلية الأربعة البريطانيون، الذين خطفوا رهائن أمريكيين وأوروبيين ويابانيين في سوريا بين عامي 2012 و2015 تم تعذيبهم وقتلتهم، عبر قطع رؤوسهم.
وظهر أسلوب تعامل هذه الخلية مع الرهائن أو الضحايا عبر فيديوهات لعمليات الإعدام التي نفّذتها بحقّ رهائنها تم نشرها لأغراض دعائية من أهمها الترهيب والفزع.
وقبل أن يقتل بغارة جوية أمريكية في سوريا في نوفمبر /تشرين الثاني 2015، تزعم خلية "البيتلز" محمد أموازي الذي لقّب بـ"الجهادي جون"، بالإضافة إلى عضوية كلا من ألكسندا كوتي، والشفيع الشيخ، آين ديفيس.
في يناير/كانون الثاني 2018 اعتقلت القوات الكردية في شمال سوريا كلا من ألكسندا كوتي، والشفيع الشيخ العضوين في خلية الخطف "البيتلز" الإرهابية، وسلمتهما إلى الجيش الأمريكي في العراق.
وبعد عملية الاعتقال لكوتي والشفيع، ظلا لسنوات يتمسكان ببراءتهما، رافضين الاعتراف بمساهمتها في قتل عشرات الرهائن، إلا أن تغييرا شهدته المحكمة الأمريكية في ولاية فرجينيا بالقرب من العاصمة واشنطن، حيث يحاكمان وتم الحكم عليهما بالسجن مدى الحياة.
وكان أليكساندا كوتي 38 عامًا المواطن البريطاني السابق قد أقرّ بالذنب في سبتمبر/ أيلول الماضي، معترفًا بمسؤوليته عن مقتل أربعة رهائن أمريكيين في سوريا فضلا عن خطف وتعذيب نحو 20 غربيًا. ثم دين الشفيع الشيخ في أبريل/نيسان الماضي.
وكان الرجلان حاضرَين في محكمة ألكسندريا، حيث تمكّن أقرباء ضحاياهما من الإدلاء بشهادتهم مرّة أخيرة.
وقالت البريطانية بيثاني هينز، ابنة أحد الضحايا، "خطفتم وعذّبتم وشاركتم في جرائم قتل أشخاص طيّبين وبريئين، وعليكم الآن التعايش مع ذلك طيلة حياتكم".
وأضافت ابنة ديفيد هينز الذي كان عاملًا في المجال الإنساني قبل أن يقتله العضو الثالث في الخلية محمد إموازي، "خسرتما كِلاكما!"
أما العضو الأخير في هذه الخلية الرباعية الإرهابية التابعة لداعش فيدعى آين ديفيس وهو مسجون في تركيا بتهمة الإرهاب.