تشهد الملاعب العالمية تصاعدا مرعبا لظاهرة حالات توقف القلب بشكل مفاجئ لدى الرياضيين بشكل عام، ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص.
وعاش الدوري المصري قبل عدة أيام على وقع صدمة كبرى بعد أن سقط أحمد رفعت لاعب مودرن فيوتشر على أرضية الملعب خلال مباراة فريقه أمام الاتحاد بسبب توقف قلبه بشكل مفاجئ، نتيجة هبوط في الدورة الدموية، ليتم بعدها نقله إلى المستشفى ووضعه تحت أجهزة التنفس الاصطناعي.
وتشهد الحالة الصحية لأحمد رفعت تحسنا طفيفا، في انتظار تحديد مراحل العلاج المستقبلية التي سيخضع عليها قبل تحديد موعد مغادرته المستشفى، بحسب الروايات الرسمية لناديه.
ولمعرفة طبيعة أسباب تكرر ظاهرة حالات توقف القلب المفاجئ والسبل الكفيلة بحماية اللاعبين من هذا الخطر الداهم، تواصلت "العين الرياضية" مع أحمد مزيد الذي يشغل منصب رئيس الجهاز الطبي لفريق الملعب، الذي ينشط في الدوري التونسي.
وتخرج أحمد مزيد في كلية الطب بالعاصمة تونس، كما خاض مغامرة مهنية قصيرة في مدينة مونبلييه بجنوب فرنسا. ويشغل منصب أستاذ استشفائي جامعي ومساعد مختص في جراحة العظام بمعهد القصاب بالعاصمة التونسية.
سر توقف قلب لاعبي كرة القدم
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص الأسباب الكامنة وراء حصول حالات توقف القلب الفجائي، قال مزيد إن "السبب الرئيسي يتمثل في حصول انتفاخ في عضلة القلب (hypertrophic cardiomyopathy) بشكل غير متناسق مع المجهود البدني الذي يبذله الرياضيون، ولاعبو الكرة بشكل خاص".
وتابع حديثه بقوله: "السبب الثاني يتمثل في وجود تشوهات خلقية على مستوى الشرايين (aneurysm)، بما يؤدي لحصول عملية تدفق قوية للدم قد تؤدي في بعض الأحيان لانفجارها، وبالتالي حصول تعقيدات صحية خطيرة للغاية".
وأضاف قائلا: "السبب الثالث مرتبط بحصول مشاكل وخلل في طريقة عمل عضلة القلب".
وختم مشددا على أن "هناك سببا رابعا مرتبطا بارتطام جسم صلب بالقفص الصدري، بما يؤدي لحصول كدمة على مستوى عضلة القلب تتسبب في عدم اشتغالها بطريقة غير عادية، وهذه المخاطر تظهر بشكل خاص في رياضتي الهوكي والبيسبول".
آلية حماية اللاعبين
بخصوص الاحتياطات والوسائل الكفيلة بالتقليص من خطر حالات توقف القلب الفجائي، نوه أحمد مزيد لضرورة تكثيف الاختبارات والفحوصات بجانب توعية اللاعبين بضرورة عدم السقوط في فخ المواد المنشطة أو استعمال المكملات الغذائية والبروتينات بشكل أحادي بدون موافقة طبية أو رقابة أخصائي التغذية.
وقال طبيب الملعب التونسي بخصوص هذه المسألة إنه: "ينبغي القيام بخطوات استباقية عبر تكثيف اختبارات القلب على اللاعبين من قبل مختصين في الطب الرياضي".
وتابع حديثه بقوله: "ينبغي كذلك أن يتم تكثيف الفحوصات من خلال الاختبار السريري المدقق بجانب التخطيط على القلب، وأيضا الكشف بالصدى من أجل رصد بعض الجزئيات والتفاصيل الصغيرة التي يصعب اكتشافها في الفحوصات الكلاسيكية".
وأتم: "يجب تأطير ومراقبة اللاعبين وتوعيتهم بعدم استعمال المنشطات لتقوية العضلات والقدرة على التحمل، فضلا على منعهم من اللجوء للمكملات الغذائية والبروتينات بطريقة غير علمية وبدون الرجوع لأخصائي التغذية، إذ إن إساءة استعمالها يؤدي لحصول ضغط على عضلة القلب، بالتالي قد يتسبب في خلل حال قيام الجسم بمجهود يفوق قدرته على التحمل".