هبوط مفاجئ.. ما مصير أسعار الذهب في السوق المصري؟
شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعاً حاداً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، لتكسر موجة الصعود التاريخي التي سيطرت على السوق خلال الأسابيع الأخيرة.
وتأثر أسعار الذهب في السوق المحلي بانخفاض الأسعار العالمية وارتفاع الدولار الأمريكي، إلى جانب عمليات جني الأرباح التي دفعت المتعاملين إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية.
تراجع كبير في السوق.. ما هي أسعار الذهب الآن؟
هبط سعر غرام الذهب عيار 21 -الأكثر تداولًا بين المصريين- بنحو 155 جنيهًا، ليُسجِّل 5720 جنيهًا، بعد أن كان قد تجاوز حاجز الـ5800 جنيه في تعاملات الأمس.
كما انخفض سعر غرام الذهب عيار 24 إلى 6537 جنيهًا، وعيار 18 إلى 4903 جنيهات، بينما تراجع عيار 14 إلى 3814 جنيهًا.
أما الجنيه الذهب فهبط بقيمة كبيرة مسجلًا نحو 45760 جنيهًا.
أسعار الذهب عالميًا
عالميًا، فقدت أسعار الذهب بريقها بعد هبوط حاد في تعاملات اليوم، إذ تراجعت الأوقية بنحو 131 دولارًا لتسجل 4217 دولارًا، متأثرة بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وتحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وقال محللون إن الذهب خسر أكثر من 2% من قيمته بعد إعادة اختبار مستوياته التاريخية قرب 4380 دولارًا للأونصة، ما شجع المستثمرين على البيع وجني الأرباح.
لماذا تراجع الذهب؟
يرجع التراجع المفاجئ إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها:
- ارتفاع الدولار الأمريكي الذي صعد إلى أعلى مستوى له في أسبوع عند 98.84 نقطة، ما زاد من تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.
- تحسن معنويات المستثمرين عالميًا بعد الأنباء الإيجابية عن تقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي قلل من الإقبال على الملاذات الآمنة.
- عمليات جني الأرباح بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة، والتي دفعت العديد من المتداولين إلى البيع لتأمين مكاسبهم.
- استقرار نسبي في الطلب المحلي على المشغولات الذهبية داخل السوق المصري مع اقتراب موسم الشتاء.
تفاؤل حذر في الأسواق
ويرى خبراء الاقتصاد أن الانخفاض الحالي يعد تصحيحًا طبيعيًا بعد موجة الصعود الكبيرة التي شهدها الذهب عالميًا ومحليًا، مؤكدين أن الاتجاه العام لا يزال إيجابيًا على المدى المتوسط، خاصة في ظل استمرار السياسات التيسيرية للفيدرالي الأمريكي.
ويضيف المحللون أن تراجع الذهب لا يعني انتهاء موجة الارتفاعات، إذ لا تزال العوامل الداعمة قائمة، مثل احتمالات خفض الفائدة الأمريكية واستمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب تأثير الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية الذي يعزز الطلب على الملاذات الآمنة.
مستقبل الأسعار.. بين الفيدرالي والدولار
وتتجه أنظار الأسواق نحو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نهاية الشهر الجاري، حيث تشير التوقعات إلى خفض جديد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة احتمال تصل إلى 98.9%، وفق أداة CME FedWatch.
وفي حال تحقق هذا السيناريو، قد تعود أسعار الذهب إلى الارتفاع مجددًا، بينما سيواصل الدولار ضغطه على المعدن النفيس إذا قرر الفيدرالي الإبقاء على الفائدة دون تغيير.
السوق المصري بين الدولار والعرض
محليًا، أكد خبراء الصاغة أن أسعار الذهب في مصر مرتبطة مباشرة بتحركات الدولار في السوق الرسمية والموازية، إلى جانب حجم المعروض من المشغولات.
وقال نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب السابق بالغرفة التجارية، لـ"العين الإخبارية" إن أي انفراجة في سوق الصرف أو زيادة في المعروض قد تؤدي إلى تراجع تدريجي للأسعار، موضحًا أن "السوق المصرية تتأثر سريعًا بأي تغير في سعر الدولار أو الأسعار العالمية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز
