"تحدي السكر".. مبادرة فلسطينية لمحاربة "السم الأبيض"
مجموعة "تحدي السكر" تهدف إلى تثقيف وتوعية الناس من مخاطره، بعد أن وصل استهلاك الفرد من السكر في السنة إلى 72 كيلوجراما.
تحولت مبادرة فردية إلى تحدٍ كبير استقطب اهتمام آلاف الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر مجموعة "تحدي السكر" التي باتت منبراً مهماً في مكافحة "السم الأبيض".
ويروي عصام حماد، المشرف على المجموعة لـ"العين الإخبارية" حكاية نجاح المبادرة التي بدأت في 19 أغسطس/آب بصفحة شخصية، ثم إلى تحدٍ في الأول من سبتمبر/أيلول، استقطب 1200 عضو في غضون 10 أيام، ثم إلى مجموعة كبيرة تضم اليوم أكثر من 17500 عضو، غالبيتهم من فلسطين إلى جانب بعض البلدان العربية.
وأوضح حماد، وهو مهندس أجهزة طبية، أن فكرة التخلي عن السكر جاءت بعد استشعار خطورته، وتسببه في العديد من الأمراض.
وقال: "ثبت علمياً علاقة السكر بأمراض السرطان السكري والكوليسترول، والدهون الثلاثية، وضغط الدم، واعتلال الأطراف، وزغللة الرؤية، وألزهايمر، والاكتئاب، واعتلال المزاج، والسمنة، وغيرها من الأمراض".
وأوضح "حماد"، الذي عمل منسقاً للحملة الأهلية لإنقاذ مرضى السرطان في قطاع غزة، أنه خلال بحثه عن مواد تثقيفية بمرض السرطان، استوقفته حلقة في تلفزيون أمريكي تحدث خلالها علماء عن دراسات تثبت علاقة وثيقة بين السكر ومرض السرطان، وحينها نشر الفيديو على صفحة الحملة الأهلية، وبدأ بحثاً عن السكر وعلاقته بالأمراض.
وعانى "حماد" على مدار 30 عاماً من آلام في المعدة، حرمته النوم الهانئ، بسبب الحموضة العالية، وهو ما دفعه لتجربة الامتناع عن السكر ليشعر بالتحسن، ويبدأ مرحلة تثقيف بما أسماه "السم الأبيض"، والذي تطور إلى تحدي السكر الذي سرعان ما تحول إلى مبادرة مذهلة استقطبت الآلاف.
وذكر أنه عندما أطلق الصفحة ومعها تحدي السكر، توقع انضمام 200 شخص، ولكنه فوجئ في غضون 10 أيام بانضمام 12 ألفاً، واليوم بات العدد يزيد عن 17500، ويرتفع يومياً.
وتقوم فكرة تحدي السكر، على امتناع الأعضاء عن تناول السكر، وهناك من يضم إلى السكر الخبز الأبيض، مع استعراض تجاربهم ونتائج ذلك.
وأوضح "حماد" أنه استشعر تعطش الناس للتثقيف بهذا الموضوع المستجد، فاستعان بخبير التغذية العلاجية الدكتور مازن السقا، فاستضافه في حلقات مباشرة لتقديم التثقيف والتوعية والإجابة على تساؤلات الأعضاء.
ومع اتساع المنضمين للمجموعة، باتت تضم اليوم 20 تبويباً، متعلقة بموضوعات التحدي، مثل عرض الفيديوهات المتخصصة والموثوقة، وقسم مشاركات الأعضاء، وقصص النجاح، وتوجيهات اللجنة الطبية الاستشارية، وأسئلة المشتركين، وغيرها.
وحددت مجموعة تحدي السكر رسالتها بأنها من أجل تثقيف وتوعية الناس من هذه المخاطر، بعد أن وصل استهلاك الفرد للسكر في السنة إلى 72 كيلوجراما، بعد أن كان 1.8 كيلوجرام قبل 100 عام.
وأوضح "حماد" أن تصميم برنامج تحدي السكر روعي فيه سهولته وتدرجه، واحتواؤه على كل المراحل التي تتعامل مع السكر والكربوهيدرات والزيوت المهدرجة، وصولاً إلى نهج حياة مستمر، يخلص الناس من هواجس المرض، ويمدهم بالحيوية والنضارة واتقاد الذاكرة.
وبيّن أنه يساعد مرضى السكر من النوع الـ2 على التخلص من سجن أدوية السكر وتوابعه سالفة الذكر، بل يتعدى ذلك ليساعد مرضى السكر من النوع الأول لتخفيض جرعات الأنسولين.
وشدد على أن الهدف الحقيقي هو اعتناق البرنامج من قبل العضو ليصبح نهج حياة وليس فترة ثم يعود لما كان عليه.
وبعد نحو 35 يوماً من إطلاق التحدي، يشعر "حماد" بالذهول من التفاعل الكبير، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تواصلت للبدء بعملية تثقيف داخل الجامعات، كما سيكون هناك برنامج عمل اتحاد لجان العمل الصحي.
وقال: "رسالتي وطموحي أن يتحول تحدي السكر إلى مؤسسة دائمة، وأن ننقذ أجيالنا من السم الذي نعطيهم إياه بأيدينا، ولكن لا ندرك أنه يقتل ذكاءهم وصحتهم".
ويطمح "حماد" هو وأعضاء المجموعة لأن تتبنى الأمم المتحدة الأول من سبتمبر/أيلول يوماً عالمياً لتحدي السكر، وأن تصل رسالتها لجميع أنحاء العالم.
إبراهيم ماضي، أحد أعضاء المجموعة، كتب أنه أنهى شهراً كاملاً في تحدي السكر، بالتزام الامتناع عن السكر 100%، مشيراً إلى أنه تابع الفيديوهات، وخصص ساعة للرياضة، وبدأ الصيام المتقطع، وأصبح الأمر لديه بمثابة نمط حياة صحي وجميل.
وأشار إلى أن ثمرة هذه التجربة "نوم هادئ، لا عسر في الهضم ولا حموضة، وهناك صفاء في البشرة، حيث كنت أعاني من بعض البثور"، مشيراً إلى أنه خسر نحو 4 كيلوجرامات من وزنه أيضاً.
كذلك أعلن عشرات الأعضاء انضمامهم للتحدي، وبعضهم استعرض تجربته، فيما تحدثت مشاركات عن بدائل للسكر والدقيق الأبيض.