سلطان القاسمي يفتتح منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر
المنتدى يبحث المتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، عبر سلسلة من المحاور التي تشكل المحركات الرئيسة للتوجهات الاستثمارية المستقبلية.
افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح الإثنين في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، أعمال الدورة الخامسة من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر.
- "إكسبو الشارقة" يختتم مشاركته بمعرض سوق السفر في لندن
- "دبي للسلع" و"مصرف الشارقة" يطلقان خدمة تمويلية جديدة
وينظم الدورة الخامسة من المنتدى مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة" التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" تحت شعار "التحولات المستقبلية في الاستثمار الأجنبي المباشر".
ويبحث المنتدى على مدى يومين، المتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، عبر سلسلة من المحاور التي تشكل المحركات الرئيسة للتوجهات الاستثمارية المستقبلية مثل تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والاستدامة البيئية والطاقة المتجددة، ومستقبل التكنولوجيا المالية، ومصادر التمويل لتسريع النمو المستدام للشركات، ومستقبل التقنيات الرقمية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، ومستقبل التعليم وإعادة تأهيل الكوادر لتعزيز النمو الرقمي.
ويشارك في الدورة الخامسة من المنتدى نحو 1500 شخصية و54 متحدثا يمثلون قطاعات اقتصادية مختلفة ونخبة من خبراء الاقتصاد والمال وقادة الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وذلك في 12 جلسة منها 8 حوارية رئيسة و4 جلسات خاصة، و5 ورشات عمل وملتقى لسوق دبي المالي حول الاكتتاب الأولي العام.
وقال سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي إن الإمارات حققت ارتفاعا جيدا في رصيد الاستثمار الأجنبي التراكمي الوارد حتى نهاية عام 2018، والذي تجاوز 140.3 مليار دولار بنسبة 8%، مشيرا إلى أن الإمارات جاءت في المرتبة الثانية عالميا في توقيع اتفاقيات الاستثمار الثنائية الدولية، وفي المرتبة الثالثة عالميا فيما يتعلق بمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة المعلن عنها.
وأضاف أنه "لا شك أن الإمارات ليست معزولة عن الأسواق العالمية بل لديها اقتصاد منفتح ومرتبط بصورة حيوية بالاقتصاد العالمي، ولم يكن للاتجاه التراجعي للاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم تأثير سلبي في قدرة الدولة على استقطاب الاستثمار ".
وأشار وزير الاقتصاد إلى أن هذه النتائج المهمة لم تكن وليدة الصدفة بل هي نتاج رؤية واضحة تبنتها القيادة الرشيدة لتعزيز مكانة الإمارات كوجهة عالمية، وهذا ما تعكسه سياسات الدولة لتنمية الاستثمار الأجنبي المباشر إذ يعد أحد مؤشرات الأجندة الوطنية 2021، ومحورا رئيسا ضمن مئوية الإمارات 2071، حيث تحرص الإمارات على صياغة استراتيجيات تعزز ريادتها في استقطاب الاستثمار النوعي الذي يدعم خطط التنمية القائمة على الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.
وقال مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق": "شهد العالم خلال السنوات العشرين الماضية قفزات سريعة ونوعية بفعل التطور المتلاحق للتقنيات، وهذا التطور غير من شكل الاقتصادات والمؤسسات وبفعل التقنيات".
وتابع: "تغيرت مفاهيمنا حول التنقل والتسوق والبناء والخدمات، وهذه المفاهيم الجديدة على وشك أن تصبح من الماضي وما نقول عنه (مستقبل) سيصبح قريبا حاضرا، فهل نحن مستعدون لهذه التطورات السريعة؟ وجاهزون لتغيير توجهات استثماراتنا؟".
وأوضح السركال أن الخطوة الأولى من هذا الاستعداد هي مسؤولية الحكومات، وأن السرعة في التطور تتطلب منها مرونة في التشريعات والأنظمة والبنى التحتية لاستيعاب الجديد وتهيئة بيئة محفزة للاستثمار في الابتكارات، وتحرير الأفكار وإطلاق الطاقات، والنظر أيضا في التعليم وتوجهاته المستقبلية ومخرجاته.
وأكمل: "إن التوجهات المستقبلية للاستثمارات تفرضها علينا الطفرات السريعة والمتتالية للتقنيات وتعامل المجتمعات معها، فلو تابعنا الأحداث اليومية حول العالم، نجد نشرة الأخبار يقرأها روبوت في الصين، وفي اليابان روبوت آخر يكتب رواية، وباتت الشركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراجعة العقود التجارية خلال 26 ثانية وبدقة تصل إلى 94% مقابل 92 دقيقة عندما يقرأ الإنسان، وبدقة لا تتجاوز 85٪، هذا الذكاء الاصطناعي سيقود النمو في العالم، وسيتمكن بحسب التقارير من إضافة 2.9 تريليون دولار للناتج العالمي، أي بواقع 6.2 مليار ساعة عامل".
ولفت إلى أن الاستثمار في المعرفة بتجلياتها العلمية والاقتصادية سيمنح البشرية أملا كبيرا للتغلب على تحديات الطاقة والبيئة والتعليم والصحة والغذاء، وبتكلفة أقل وجودة أفضل.
بدوره، توجه محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة"، في كلمته بجزيل الشكر لحاكم الشارقة على رعايته مسيرة التنمية في الإمارة وثقته بمؤسساتها وتوجيهه لمساعيها.
وأضاف المشرخ: "هذه الثقة التي شهدنا أحد تجلياتها بفوز مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر بالرئاسة الإقليمية للرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار "الوايبا" خلال العامين المقبلين، وتجسدت على أرض الإمارة بنشاط وثبات اقتصادي فريد في هذه المرحلة بالذات".
وأشار إلى مساعي الشارقة في دعم المستثمرين وتقديم حلول للنشاط الاستثماري، وقال: "منذ بدء مسيرتها حرصت الشارقة على تنويع قطاعاتها الاقتصادية إلى جانب التشريعات وبالتوازي مع دعم البحث العلمي وتطوير المؤسسات الأكاديمية وتعزيز البنية الثقافية، فجاء هيكلها الاقتصادي متوازنا".
وكشف المشرخ، خلال كلمته، عن إطلاق مركز الشارقة لخدمات المستثمرين "سعيد"، مبينا أن المركز سيبدأ مباشرة في استقبال المستثمرين، وتقديم الخدمات لهم من مقره في القصباء، وسيعمل بنظام النافذة الواحدة لكل ما يتعلق بالخدمات الحكومية الاستثمارية في إمارة الشارقة، وبزمن قياسي لإصدار التراخيص التجارية، والحصول على الموافقات اللازمة لتأسيس المشاريع الجديدة، والإجابة على كافة استفسارات المستثمرين ورجال الأعمال.
وألقى مو جودت، رئيس قسم الأعمال السابق لشركة "جوجل إكس" لحلول التكنولوجيا ورائد الأعمال ومؤلف كتاب "حلول من أجل السعادة" كلمة تناول فيها تجربته في العمل ومفهومه للسعادة، وقال: "أشعر بالفخر لوجودي بينكم في هذا المنتدى، عشت في الإمارات العربية المتحدة أكثر من 22 عاما، وحققت الكثير في هذا البلد الجميل".
وحول كتابه "حل من أجل السعادة" أشار جودت إلى أنه جاء نتاج تجربة طويلة حملت الكثير من العناء والألم والمنجزات، وأوضح أن هذا المزيج من المشاعر وضع الكتاب في قائمة الكتب الأكثر مبيعا في العالم.
وعن تجربته في العمل مع التكنولوجيا وحلولها، قال جودت: "يتسم هذا العصر بسلاسة التحولات وسرعتها، بحيث أصبحنا لا نشعر بالانتقال من اختراع إلى آخر، وهو ما يتطلب منا المزيد من المرونة في التفكير والتخطيط للمستقبل".
وأضاف جودت: "نحن اليوم نتعامل مع الذكاء الصناعي في معظم ممارساتنا اليومية، سواء كانت معاملات مصرفية أم اتصال أم تنقل وغيرها، وسيأتي يوم سيصبح كل شيء مرتبط بهذه الأنظمة الذكية بما فيه أذواقنا وطرق تفكيرنا"، وقال: "غالبية ما كنا نراه في أفلام الخيال العلمي في السابق أصبح اليوم حقيقة وما نحلم به للغد سيتحقق، هذا تحول كبير في شكل الحياة ومستحقاتها".
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز