سلطان النيادي يعود إلى الأرض 3 سبتمبر.. تفاصيل انتهاء أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب
بعد نحو 5 أيام من الآن، يعود رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض 3 سبتمبر/أيلول المقبل، مختتما أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
وتمثل عودة النيادي إلى الأرض إنجازا تاريخيا بحد ذاته، كونه يؤشر إلى اكتمال المهمة التاريخية التي حملت اسم "طموح زايد2" بنجاح.
مهمة استمرت 6 أشهر، شارك خلالها سلطان النيادي في أكثر من 200 تجربة علمية، وحقق عبرها إنجازات وانفرادات تاريخية لبلاده وللعرب، لتشكل رحلته مصدر إلهام لتحفيز وتشجيع العرب على تحقيق نقلة نوعية في اهتماماتهم وإطلاق العنان لطموحاتهم للتفوق في مجالات ظلت لعقود حكرا على الدول المتقدمة.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، اليوم الثلاثاء، عودة رائد الفضاء سلطان النيادي من على متن محطة الفضاء الدولية يوم 3 سبتمبر /أيلول المقبل.
وسيغادر النيادي محطة الفضاء الدولية رفقة كل من رائدي فضاء ناسا ستيفن بوين ووارين هوبيرغ، ورائد الفضاء الروسي أندري فيديايف، على متن المركبة الفضائية دراغون يوم 2 سبتمبر/أيلول، على أن يهبط الفريق، مرتديًا بدلات الضغط الخاصة، بالقرب من ساحل تامبا بولاية فلوريدا في خليج المكسيك يوم 3 سبتمبر/أيلول.
تفاصيل رحلة العودة
المرحلة الأولى.. خطوتان تمهيديتان
تسبق تلك المرحلة عملية المغادرة الفعلية لمحطة الفضاء الدولية، ويتم فيها قيام الفريق المغادر للمحطة بتسليم الفريق الجديد مهامه.
ومع اقتراب انتهاء مهمة طاقم Crew-6 على متن محطة الفضاء الدولية، شرع أعضاء الطاقم في عملية التسليم والتسلم لطاقم Crew-7 والذي وصل بنجاح إلى المحطة يوم 27 أغسطس / آب الجاري، وكان في استقبالهم سلطان النيادي ورفاقه.
الخطوة التمهيدية الثانية، وتسبق التسلسل الخاص بمغادرة المدار، حيث يتم إجراء فحوصات صارمة، خاصة فيما يتعلق بالظروف الجوية، وجاهزية التعافي في الموقع المحدد للهبوط، وبعد الانتهاء من عمليات التحقق، يتم الانتقال إلى عملية المغادرة.
تفاصيل رحلة الهبوط.. 7 خطوات
1- المغادرة: تنفصل المركبة الفضائية دراجون عن محطة الفضاء الدولية في 2 سبتمبر، وستقوم بسلسلة من العمليات للابتعاد عن المختبر المداري.
2- مناورات تدريجية: إذا لزم الأمر، ستقوم المركبة بعمل عدة مناورات تدريجية لتحديد مسارها بشكل يتوافق مع الموقع المحدد للهبوط.
3- التخلص من قاعدة المركبة: ستعمل المركبة على التخلص من قاعدتها لتخفيف كتلتها ومن ثم توفير حجم الوقود المستهلك في عملية الدفع.
4- حرق خارج المدار: ستقوم المركبة الفضائية بعملية حرق خارج المدار، والتي تستمر لمدة 12 دقيقة.
5- دخول الغلاف الجوي: ستشهد المركبة الفضائية ارتفاعًا كبيرًا في درجة الحرارة والسحب أثناء دخولها الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى إبطاء السرعة حتى فتح المظلات بطريقة آمنة.
6- فتح المظلات: سيتم إطلاق عدد 2 براشوت من المركبة على ارتفاع 5.5 كيلومتر لتخفيف السرعة، يلي ذلك إطلاق عدد 2 براشوت على ارتفاع 2 كيلومتر.
7- الهبوط النهائي: ستستمر سرعة المركبة بالنزول حتى تستقر في نقطة الهبوط المتوقعة على سرعة 27 كيلومترًا في الساعة، ومن المتوقع أن يهبط طاقم المركبة بالقرب من ساحل تامبا بولاية فلوريدا في خليج المكسيك يوم 3 سبتمبر.
مهمة تاريخية
وكان النيادي وصل في 3 مارس/آذار الماضي رفقة فريق مهمة crew-6 إلى محطة الفضاء الدولية على متن المركبة "سبيس إكس دراغون إنديفور"، لخوض أطول مهمة في تاريخ العرب تمتد لـ6 أشهر.
وتعد المهمة، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، إلى محطة الفضاء الدولية هي أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب في التاريخ.
وخلال هذه المهمة، شارك سلطان النيادي في أكثر من 200 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وجامعات إماراتية، وتنوعت هذه التجارب بين مجالات مختلفة، مثل زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء، وسلوكيات السوائل، وعلم المواد، وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المميزة، التي ستفيد المجتمع العلمي العالمي، والباحثين، والطلاب داخل دولة الإمارات وحول العالم.
ونجح النيادي خلال المهمة في تحقيق عدد من الإنجازات الهامة كان أبرزها خوضه أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب، والتي نجح في إنجازها رفقة رائد الفضاء ستيفن بوين.
وأجرى النيادي خلال المهمة عدداً من التجارب العلمية الرائدة التي استغرقت نحو 585 ساعة ومن أبرزها تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة PCG2 التي تساعد على تحليل إنتاج البلورات الخاصة بالأدوية في بيئة الجاذبية الصغرى، والاشتراك في أنشطة البحث البشري المدرجة على جدول الطاقم، والتي تضمنت عمليات الفحص بالموجات فوق الصوتية، وفحوصات الرؤية، واختبارات السمع، فضلاً عن الكثير من التجارب العلمية الناجحة الأخرى.
إلى جانب مهامه العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، شملت مهمة سلطان جانبا مجتمعيا أيضًا، تبلور في سلسلة "لقاء من الفضاء"، والتي جذبت أكثر من 10 آلاف شخص ما بين طلاب ومحبي للفضاء من جميع أنحاء الإمارات، وتنوعت هذه السلسلة ما بين اتصالات مرئية واتصالات لا سلكية.
ويعد برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.