بعد ظلام العنف.. "مهرجان الصيف" يضيء ليالي بغداد
تزامنت ضربات إيقاع موسيقى "التكنو" الإلكترونية، في المهرجان، مع تصفيق الشبان الذين احتشدوا داخل قاعة مغلقة للرقص.
استضافت بغداد، الجمعة، "مهرجان الصيف" الذي يعد الأول من نوعه في العاصمة العراقية منذ عقود، حيث تزامنت ضربات إيقاع موسيقى "التكنو" الإلكترونية مع تصفيق الشبان الذين احتشدوا داخل قاعة مغلقة للرقص.
واختلطت ألوان الإضاءة الحمراء والصفراء والبيضاء تحت علم عراقي كبير، والتي تراقصت بدورها في قاعة كرة السلة بملعب "الشعب" وسط بغداد، فرحاً بعودة حياة الليل إلى العاصمة التي ما تركها العنف إلا أخيراً.
وبدأ الاحتفال ظهراً بمعرض للسيارات يُنظّم أول مرة أيضاً، وشمل سيارات كلاسيكية وسيارات رباعية الدفع معدلة ودراجات نارية.
وقالت ليان البالغة من العمر 19 عاماً: "أنا أحب هذا النوع من الموسيقى، أسمع كثيرين يقولون لنا أنتم متأثرون بالغرب".
وأضافت: "لا فرق عندي، المهم أنني لم أعد مجبرة على سماع هذه الموسيقى سراً في بيتي".
ومنذ عام 2003 وسقوط نظام صدام حسين إثر الغزو الأمريكي للعراق، لم تر البلاد مشهداً مماثلاً، فأصوات الإيقاعات اليوم كانت قبل سنوات قليلة دوي انفجارات سيارات مفخّخة وأحزمة ناسفة وقذائف، جعلت من بغداد خصوصاً مدينة الخوف.
ومع اجتياح تنظيم داعش الإرهابي للبلاد عام 2014، كان الأمن حلم يراود العراقيين، حتى إنه بعد إعلان النصر على الإرهابيين مع نهاية 2017، كان الحديث في الشارع عن الاستغراب من توقّف الاعتداءات الدامية التي اعتادوا عليها أكثر من مرة يومياً.
ولم يكن مهرجان الجمعة إلا دليلاً جديداً على أن بغداد بدأت تستعيد روحها، بعد عودة المقاهي الشبابية التي تستضيف أسبوعياً فرقاً موسيقية تجمع فئات المجتمع كافة، بعد أن كانت تخشى التجمعات وتعتبرها استقطاباً للخطر.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA==
جزيرة ام اند امز