الشمس تتعامد على "قدس الأقداس" بمعبد الكرنك في مصر (صور وفيديو)
تعامدت الشمس صباح الأربعاء، على معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، معلنة بداية فصل شتاء جديد.
ومع بزوغ شمس أول يوم في فصل الشتاء، تسللت أشعة الشمس الذهبية من بين بوابات وأعمدة معبد الكرنك، لتضيء ظلمة قدس أقداس الإله آمون رع، إله الشمس وسيد الضوء، وأقدم معبود عند المصريين القدماء، ورب طيبة (عاصمة مصر القديمة) ورأس ثالوثها المقدس.
وجرت ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك وسط أجواء احتفالية قدمت خلالها فرق الفنون الشعبية عروضها الفنية في حضور مئات المصريين والسياح الأجانب، وعدد من المسؤولين الذين تقدمهم المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر.
ووفقا للجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، فإن معابد الكرنك الفرعونية تشهد ثلاث ظواهر فلكية، الأولى هي تعامد شمس الظهيرة التي تحدث بالتزامن مع الانقلاب الشمسي وبداية فصل الصيف، وذلك في شهر يونيو/ حزيران من كل عام.
والظاهرة الثانية هي تعامد شمس الصباح معلنة بداية فصل الشتاء، وذلك في شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، والظاهرة الثالثة هي ما يسمى بـ "تعامد القمر الأزرق" على معبد خنسو إله القمر في مصر القديمة، وهو أحد المعابد التي تتكون منها مجموعة معابد الكرنك.
وتعد ظاهرة تعامد القمر الأزرق من الظواهر الفلكية النادرة، وتحدث كل ثلاث سنوات.
يُذكر أن المعابد والمقاصير المصرية القديمة، تشهد عدداً من الظواهر الفلكية الفريدة، التي تشير بحسب علماء المصريات إلى تقدم قدماء المصريين في مجال علوم الفلك والهندسة.
وتسعى الأوساط السياحية المصرية، لوضع تلك الظواهر الفلكية على الأجندة السياحية للبلاد، واستغلالها في جذب مزيد من السياح، وذلك على غرار ظاهرة تعامد الشمس التي تتكرر مرتين في العام بمعابد أبوسمبل جنوبي أسوان.
وكان فريق بحثي مصري، برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، والطيب عبد الله، الباحث في علوم المصريات، قد تمكن من رصد 22 ظاهرة فلكية جديدة داخل معبد هابو، ومعبد الدير البحري، الذي شيدته الملكة حتشبسوت، ومعبد إيزيس، المعروف باسم دير شلويط في الأقصر، ومعبد دير الحجر، وهيبس، ومعبد قصر غويطة، في الوادي الجديد، ومعبد كلابشة ومعبد جبل السلسلة ومعبد إدفو في أسوان، ومعبد دندرة في قنا، بجانب الهرم الأكبر في الجيزة.
وحسب الدراسة، فإن هذه الظواهر الفلكية تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلوم الفلك والهندسة، وتظهر مدى تمكنهم من تشييد معابدهم، بإعجاز فلكي وهندسي، جعل الشمس تتعامد فوق قدس أقداس كثير من المعابد، وفي أيام محددة من السنة، ليتزامن ذلك التعامد، مع مناسبات دينية وأعياد شعبية، وأحداث تاريخية، بعينها، في كل عام، مثل تعامد الشمس على قدس أقداس بعض المعابد، في يوم عيد الإله حور.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز