3 أفلام عربية تشارك بمهرجان صندانس السينمائي في أمريكا
المهرجان يُعَد منصة عرض الأفلام المستقلة الأكبر والأكثر تأثيرا في العالم ويواصل تقديم المواهب السينمائية الجديدة في دورته الجديدة
تنطلق، الخميس، في مدينة بارك سيتي بولاية يوتا الأمريكية فعاليات مهرجان صندانس السينمائي"Sundance Film Festival"، التي تستمر حتى 3 فبراير/شباط المقبل، بمشاركة أكثر من 112 فيلما طويلا، تمثل 33 بلدا حول العالم.
ويواصل المهرجان الذي يُعَد منصة عرض الأفلام المستقلة الأكبر والأكثر تأثيرا في العالم، تقديم المواهب السينمائية الجديدة؛ حيث تتضمن عروضه لهذا العام 45 فيلما بتوقيع مخرجين يخوضون تجاربهم الإخراجية للمرة الأولى.
ورغم أن المهرجان يسجل حضوره في عالم الفن السابع من بوابة تمرده على سيطرة استديوهات السينما الكبرى وتبنيه للأفلام المستقلة من جميع أنحاء العالم؛ فإن أهميته تنبع من كونه تعبيرا ناضجا عن فهم القائمين عليه لدور السينما الاجتماعي والإنساني وتأثيرها في عملية التغيير، فضلا عن القيمة الثقافية للمهرجانات، وهو الأمر الذي يكشف عنه كيم يوتاني، مدير البرمجة في الدورة الحالية، حين يتحدث، في تصريحات إعلامية، عن آلية تكوين فريق برمجة الأفلام في المهرجان وأسلوب عمله؛ إذ يؤكد أنه تم تجميع "فريق من أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة"، مشيرا إلى أن هذه الوجهات المختلفة انعكست في اختيار الأفلام.
"الجودة هي الشاغل الأول للمهرجان"، بحسب كيم يوتاني، إلا أن فريق العمل يتعمد أيضا دمج أصحاب التجارب الأولى مع تجارب لصانعي الأفلام المعروفين في عروض المهرجان السينمائي الدولي، مع توظيف مخرجات برامح معهد صندانس الذي يدير المهرجان، سواء من خلال مختبرات صناعة الأفلام التي يقيمها، أو منحه الدراسية وسواها.
على صعيد المضمون، يسعى مهرجان صندانس، في تبنيه للأصوات السينمائية المختلفة ترسيخا لدوره المجتمعي، إلى التنويع في الأفلام وصانعيها، ولا سيما من تلك الفئات التي تعاني من انخفاض تمثيلها في المهرجانات السينمائية، فتسجل دورة هذا العام، وفقا للمكتب الصحفي للمهرجان، إخراج 40% من الأفلام التي تم اختيارها من قبل النساء، وتقديم 36% من قبل مخرجين من غير ذوي البشرة البيضاء، مع العلم أن تلك الأفلام تم اختيارها من 4018 فيلما تقدمت للمشاركة في المهرجان، بينها 1767 فيلما من الولايات المتحدة و2251 فيلما من باقي دول العالم.
ويرى مدير المهرجان، جون كوبر، في بيان صحفي صادر عن المهرجان، أن هذه التشكيلة المتنوعة هي "نتيجة طبيعية" لبحث فريق عمله عن قصص مثيرة للاهتمام تظهر حقيقة العالم الذي نعيش فيه، مشيرا إلى أن الخيط المشترك في أفلام هذا العام هو "مفهوم التمكين، والارتقاء إلى مستوى التحدي، والدور الذي تلعبه الحقيقة في ذلك".
وتقتصر المشاركة العربية في منافسات المهرجان على 3 أفلام فقط من المملكة العربية السعودية وسوريا وتونس، وهي، الفيلم الكوميدي القصير "الدنيا حفلة" للمخرج السعودي رائد السماري والذي تدور أحداثه في مدينة الرياض حول الشابة المدللة دنيا التي تخطط لحفل مثالي لتخرجها، لكن تصادفها سلسلة من المشاكل، بسبب مساعدتها، والفيلم من بطولة سارة بالغنيم ورهف.
وتشارك المخرجة السورية سؤدد كعدان بالفيلم القصير "عزيزة" وهو كوميديا سوداء تتناول حياة اللاجئين السوريين، وتناقش تمكين المرأة، والفيلم من بطولة الفنانين كاريس بشار وعبد المنعم عمايري.
أما الفيلم العربي الثالث في المهرجان فهو فيلم "الإخوان" للمخرجة التونسية ميريم جعبر والذي يروي قصة الراعي محمد الذي يعيش في الريف التونسي حياة مستقرة قبل أن تتغير حياته ويصبح مشبوها مع عودة ابنه الكبير من سوريا مصطحبا زوجته الشابة الغامضة.
يذكر أن المهرجان سيوزع 12 جائزة يعلن عنها في حفل يقام في 2 فبراير/شباط المقبل، يتم بثه على موقع الجائزة sundance.org وعلى موقع "يوتيوب" على أن يتم الإعلان عن جوائز الأفلام القصيرة في حفل منفصل يوم 29 يناير/كانون الثاني الجاري، كما تقام على هامش المهرجان عدة ندوات وورشات عمل.