زعيم السنة بإيران يتهم "قناصة" بقتل المصلين في "مجزرة زاهدان"
كشف زعيم أهل السنة في إيران وإمام صلاة الجمعة في مدينة زاهدان، عبدالحميد إسماعيل زهي، الأحداث الدموية التي شهدتها المدينة يوم الجمعة الماضي عقب أداء الصلاة في جامع السنة النبوية.
وقال إسماعيل زهي، في تصريحات صحفية، إن "قناصة من الوحدات الخاصة الإيرانية كانت تتمركز في مركز للشرطة بمدينة زاهدان قامت بإطلاق الرصاص على رؤوس وقلوب المصلين".
وأضاف: "أقيمت صلاة الجمعة بزاهدان في سلام، لكن بعد دقائق قليلة، عندما بقي المصلون في المسجد لأداء بعض المستحبات والدعاء، سمعت أصوات طلقات نارية".
وأضاف: "اتضح لاحقًا أن عددًا قليلاً من الشبان تجمعوا أمام مخفر الشرطة القريب من المسجد، بعد الصلاة ورددوا هتافات، وقام بعضهم برشق الحجارة على المخفر".
فيما تحدثت مصادر إخبارية أن تحريض شباب زاهدان على التجمع تم من قبل بعض المنتمين إلى الحرس الثوري يلبسون زيا مدنيا بهدف جرهم إلى مركز الشرطة، ولا يمكن لمراسلة "العين الإخبارية" في طهران تأكيد هذا الادعاء بشكل مستقل.
وقال زعيم السنة في إيران: "رداً على هذا الإجراء، استهدفت قوات الوحدة الخاصة الشبان المتجمعين أمام مبنى المخفر بإطلاق النار عليهم، وألقوا عليهم الغاز المسيل للدموع".
كما أكد وضع مسلحين بملابس مدنية على أسطح المنازل، وقال إنهم بالإضافة إلى الشباب المتظاهرين والمصلين أطلقوا النار على الأشخاص الذين كانوا عائدين إلى منازلهم واستهدفوا معظم الضحايا في الرأس ومنطقة القلب، وهذا يدل على أنها من صنع القناصين.
ووصف هذه الحادثة بأنها "ظلم كبير غير مسبوق من نوعه"، منتقداً في الوقت عنف قوات الشرطة ضد المصلين، وقال "قتل في هذا الحادث أكثر من 40 مصلياً وأصيب أكثر من 100 شخص".
جاءت هذه التصريحات في حين قال مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني إنهم سينتقمون "بشدة من الإرهابيين"، وهدد حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني أمس بـ"الانتقام لدماء ضحايا جريمة الجمعة السوداء في زاهدان على جدول أعمالنا".
ونشرت حتى الآن إحصائيات مختلفة عن عدد القتلى والجرحى في الهجوم الدموي الذي وقع يوم الجمعة في زاهدان، حيث أعلن حاكم محافظة سيستان وبلوشستان ومركز مدينة زاهدان، أن عدد القتلى 19 وعدد الجرحى 20.
لكن مصادر إخبارية مستقلة ذكرت أن العدد الفعلي لقتلى "مجزرة زهدان" أعلى بثلاث مرات على الأقل، حيث نشرت منظمة "بلوش" الحقوقية أن عدد القتلى بلغ 41 شخصاً.
فيما قالت منظمة "حال وش" المعنية بحقوق الإنسان في محافظة سيستان وبلوشستان، تفاصيل مقتل 62 شخصًا في هذا الهجوم، مضيفة أن عدد الجرحى بلغ 300 بحلول صباح الأحد.
وبحسب تقرير "حملة النشطاء البلوش"، فإن معظم ضحايا هذا الهجوم استُهدفوا بإطلاق رصاص، وبسبب تدهور حالة بعض الجرحى، لا يزال هناك احتمال أن يرتفع عدد القتلى.
وقوبل الهجوم الدامي على المصلين في زاهدان برد فعل قوي من الأهالي، ومنذ يوم الجمعة، أصبحت هذه المدينة مسرحًا للاشتباكات بين الأهالي وقوات الحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت السلطات الحاكمة في سيستان وبلوشستان عن تعطيل الدوام الرسمي للمدارس والجامعات بالمحافظة بسبب "إجراءات أمنية".
وبدأت الاحتجاجات الحالية في زاهدان بعد أن أكدت تقارير رسمية اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا على يد قائد شرطة في مدينة شابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان.
وقالت الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، إنه في اضطرابات زاهدان قتل 5 من عناصر الحرس الثوري الإيراني والباسيج في اشتباكات اليومين الماضيين، بينهم "علي موسوي، واسمه الحقيقي حميد رضا هاشمي"، رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري في سيستان وبلوشستان.
وأضافت الوكالة أن "ما حدث في زاهدان سببه قيام جماعة مسلحة يعتقد أنها تنتمي لتنظيم جيش العدل البلوشي المعارض بمهاجمة مخفر للشرطة الإيرانية".
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA= جزيرة ام اند امز