كيف تصبح "مدخرا خارقا" بدون تضحيات صعبة؟ نصائح مبتكرة
في عصر التضخم الجامح، أضحى الادخار صعبا للغاية في ظل حتمية الإنفاق، لكن خبيرين اقتصاديين ابتكرا وسائل للادخار بدون تقديم تضحيات صعبة.
يرتبط الإنفاق بتحقيق السعادة، لكن ربط الإنفاق بالقيمة يفضي إلى نتائج أفضل، كما يرى ريتشارد جراسيا ودييجو جراسيا، وهما شقيقان محترفان في المالية والادخار والاستثمار.
ويقدم الأخوان المشورة للشركات ودورات للأفراد في تقنيات الادخار الفائق.
- 6 نصائح "ذهبية" للحماية من البضائع المقلدة على الإنترنت
- 9 نصائح لإدارة أموالك بشكل أفضل.. حدد الميزانية وتجنب"الفيزا"
يعد ريتشارد جراسيا مرجعا في ريادة الأعمال والاستثمار، وهو متخصص في إنشاء أعمال تجارية جديدة ومصادر دخل لتوليد المزيد من الأموال.
أما شقيقه دييجو فهو متخصص في تحسين استخدام الأموال ولديه خبرة في جميع أنواع طرق الادخار والاستثمار.
ووجد هذان الخبيران أن معظم الناس يجدون صعوبة في الادخار والاستثمار بنجاح لأنهم لا يمتلكون المعرفة أو العقلية أو الأدوات اللازمة للقيام بذلك.
لكنهم يشيرون إلى أنه يمكن معالجة هذه الفجوات إذا تم تعلم الاستراتيجيات وتطبيقها بشكل مناسب.
شارك الأخوان جراسيا تقنياتهما في "الادخار والاستثمار ومضاعفة الأموال" وجلبا سلسلة من المعارف المالية الأساسية للجمهور، أولاً من خلال كتابهما 'El Método RICO' أو "النظام الثري" ثم كتابهما الجديد 'Superahorradores' أو "مدخرون خارقون".
ويؤكد الشقيقان أنه من خلال تطبيق سلسلة من التوصيات والأساليب المبتكرة يمكن أن تتحسن قدرتنا على الادخار ونوعية الحياة بطريقة مذهلة ويمكننا أن نصبح "أساتذة ادخار" حقيقيين.
ادخار بدون تضحيات
ويقول الخبيران في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) إنه ليكون الشخص "موفرا خارقا" عليه أن يخفض النفقات دون تقديم تضحيات كبيرة، وتعلم توليد المزيد من الدخل والاستعداد لأية أزمة اقتصادية قادمة .
ويشير الأخوان جراسيا إلى أن معظم الناس خاصة إذا كان دخلهم محدودا ينفقون معظم الأموال التي يكسبونها على نفقات مثل السكن والطعام والتنقلات من بين أمور أخرى.
وأشارا إلى أن هذه "النفقات الضرورية" يمكن أن تستنزف ما يصل إلى 80% من الدخل في أفقر الأسر.
ويحذران من أنه "مع ارتفاع دخول الناس، فإن الإنفاق على الرياضة، والترفيه، والسفر، والمطاعم، وكذلك على الأهواء يزداد".
نصائح مبتكرة
وبحسب الشقيقين جراسيا فإن الخطوة الأولى لتصبح "موفرا خارقا" هي "تغيير الشريحة العقلية" (تعديل طريقة تفكيرنا).
ويوضحان "يجب أن ندرك الأهمية الحاسمة للادخار في مستقبلنا وفي حياتنا، ومن ناحية أخرى، يجب أن نعرف أنه يمكننا جميعا الادخار أكثر من ذلك بكثير دون الحاجة إلى التخلي عن أي شيء. عليك فقط أن تعرف كيف تفعل ذلك".
ويوصي الخبيران بتطبيق مجموعة من الأساليب العملية التي شرحاها بالتفصيل في كتابهما الأخير.
أحد هذه الأساليب "قرصنة المنزل" (اختراق المنزل) التي تسمح للمصروفات الشهرية في السكن، والتي تعتبر النفقات الرئيسية لكثير من الناس، "بالانخفاض إلى الصفر" أو قد تصبح حتى مصدرا للدخل.
طور ريتشارد ودييجو جراسيا تقنيات لمواجهة أو إلغاء أو تقليل كل واحدة من النفقات الرئيسية للأشخاص ويؤكدان: "والأفضل من ذلك كله أنه يمكن التخلص من هذه النفقات أو تخفيضها بطريقة يكون لها تأثير إيجابي على حياتنا وأموالنا وسعادتنا".
وأشارا إلى أن "الادخار الخارق" ضروري وأن الأساليب التي ابتكراها يمكن أن تساعد الجميع تقريبا في توفير آلاف الأموال سنويا.
ويؤكدان أنه لتحسين مواردنا المالية الشخصية من الضروري التحكم في نفقاتنا، ولهذا من الضروري أن نكون واضحين بشأن ما ننفقه من المال، كل أسبوع أو شهر بعد شهر، وهو أمر لا يعرفه معظم الناس.
هل سيسعدني هذا الإنفاق؟
ينصحان أن تسأل نفسك "كم أنفقت الشهر الماضي في تناول الطعام بالخارج؟ وكم في البنزين أو التنقلات؟ ما هو المبلغ الذي أنفقته على شراء الملابس أو الأحذية أو في التسوق الأسبوعي؟
بالإضافة إلى القدرة على الإجابة بدقة عن هذه الأسئلة ومعرفة مقدار الأموال التي ننفقها على كل جانب من جوانب حياتنا الشخصية المختلفة، هناك خطوة رئيسية أخرى وهي التفكير والعمل بشكل انتقائي لتقليل أو تعويض كل نوع من الإنفاق، وفقا للخبيرين.
لهذا من المهم تحليل ضرورة أو حتمية كل إنفاق، بالإضافة إلى السعادة والقيمة التي يجلبها لنا، كما يشيران.
يجب أن يسأل "المدخر الخارق" نفسه ما مدى ضرورة النفقات؟ هل هو شيء أحتاجه حقا أم دافع سأندم عليه لاحقا؟ ماذا تخيلت؟ ما مدى سعادتي بمصروفات ما على المدى القصير والمتوسط والطويل؟ ما هو تأثير هذه النفقات على حياتي؟ هل ستكون إيجابية أم سلبية؟
يصنف الأخوان جراسيا النفقات التي يمكن تخفيضها والتي يجب التخلص منها في بعض الحالات في: تلك التي تغطي احتياجاتنا الأساسية (الضروريات) ، تلك التي تجعلنا سعداء بناء على أذواقنا (نمط الحياة) ، تلك التي تجلب لنا السعادة سريعة الزوال (النزوات) وتلك التي تنطوي على نفقات اقتصادية دون أي منفعة (عادات سيئة).
هناك نفقات أخرى (يمكن اعتبارها "استثمارات") يمكن الحفاظ عليها أو زيادتها من خلال إنفاق أقل في الفئات المذكورة أعلاه ، مثل تلك الخاصة بالنمو الاقتصادي والتنمية الشخصية (فهي تساعدنا على النمو شخصيا والعيش بشكل أفضل وتعزيز مهاراتنا ).
سنتحكم في شؤوننا المالية الشخصية وسيتحسن وضعنا بشكل كبير، منذ اللحظة التي تكون فيها نفقاتنا في هذه المستويات: ضرورية (أقل من 50%)، ونمط حياة (أقل من 20%)، وأهواء وعادات سيئة (أقل من 10%)، النمو الاقتصادي والتنمية الشخصية (أكثر من 20%)، كما يؤكد الخبيران.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز