"الأبطال الخارقين".. لقاح يحمي من أمراض القلب والكبد وألزهايمر
توصل علماء أمريكيون إلى لقاح جيني جديد قد يقلل خطر الوفاة بنسبة 50%، ويوفر حماية طويلة الأمد ضد الكثير من الأمراض الخطيرة.
وكشف أحد كبار علماء الجينات في الولايات المتحدة، أستاذ الطب وعلم الوراثة بجامعة ستانفورد الأمريكية، البروفيسور إيوان آشلي، عن لقاح جيني جديد باسم "الأبطال الخارقين".
ويتم تطوير اللقاح من شفرة الحمض النووي للرياضيين وأصحاب الجينات الخارقة، ويمكن أن يؤدي لإحداث تغيير هائل في المجتمعات خلال العقد المقبل، وفقاً لموقع "Study Finds" الأمريكي.
وقال الموقع، في تقرير نشره الخميس، إن اللقاح الجديد سيوفر حماية مدى الحياة ضد 3 من الأسباب العشرة الأولى للوفاة عالمياً، حيث يمكنه توفير حماية طويلة الأمد ضد أمراض القلب والكبد والسكتة الدماغية ومرض "ألزهايمر"، وذلك بفضل استخدام الهندسة الوراثية.
وأوضح الموقع أن اللقاح سيحتوي على الخلايا المثالية من الرجال والنساء الذين تكون جيناتهم أكثر مقاومة للأمراض من جينات الشخص العادي.
ذلك إلى جانب دليل تعليمات لمساعدة الجسم على إصلاح وتعديل وتحسين جيناته، حيث يمكن لجرعة واحدة فقط منه أن تؤدي إلى حدوث تحسين في كافة جينات الجسم، وهو الأمر الذي يؤدي لتقليل خطر الوفاة المبكرة لدى بعض البالغين بنسبة تصل إلى 50%.
ونقل الموقع عن البروفيسور أشلي قوله إن اللقاح سيتم إعطاؤه لمن هم في حاجة سريرية خطيرة إليه قبل طرحه على نطاق أوسع من السكان، بما في ذلك الأطفال.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية للأفراد بحلول عام 2026، مع إتاحته للجمهور في غضون 10 إلى 15 عاماً.
وتابع: "في حال استمرت الاختراقات في أبحاث الجينوم في التطور بنفس الوتيرة السريعة، فقد يكون اللقاح متاحاً على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم في غضون 10 سنوات فقط".
وأوضح آشلي، وهو المدير المؤسس لمركز ستانفورد لأمراض القلب والأوعية الدموية الوراثية وبرنامج علم الجينوم السريري التابع له، أن "العالم ستكون لديه قريباً أدوات الهندسة الوراثية اللازمة لإصلاح وتعديل وتحسين الحمض النووي المرتبط بمجموعة من الأمراض التي تؤدي للوفاة، وذلك لجعلنا جميعاً أقل عرضة للإصابة بهذه الأمراض".
وأضاف: "هذا لا يعني، بالطبع، أنه سيمكننا جعل الناس يعيشون إلى الأبد، كما لن يمكننا ضمان زيادة متوسط العمر المتوقع، ولكن من المحتمل تجنب الوفيات المبكرة في كثير من الحالات".
وتابع آشلي: "ستؤدي التطورات المستمرة في علم الهندسة الوراثية إلى تطورات مهمة للغاية في علاج الأمراض الخطيرة خلال العقد المقبل".
ويعتمد وجود اللقاح على إيجاد أناس خارقين تكون جيناتهم مقاومة بشكل فريد للأمراض، أو أولئك الأكثر قدرة على مكافحتها، ومثال على ذلك هو البطل الأوليمبي الفنلندي إيرو مانتيرانتا، الذي وجد أنه لديه مستوى مرتفع بشكل غير عادي من الهيموجلوبين، مما يشير إلى وجود فائض في خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين، مما عزز مستويات التحمل لديه.
وكذلك الأمريكية شارلين تريسي، التي وُجد أنها تعاني من انخفاض غير معتاد في مستويات الكوليسترول، وصبي باكستاني آخر لا يشعر بالألم.
ولايزال العدد الدقيق للأشخاص الذين لديهم جينات خارقة غير واضح، ولكن يُعتقد أنه يشمل عدة ملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وفقاً للموقع.
ويعتقد البروفيسور أشلي أن قواعد البيانات الجينية، مثل البنك الحيوي البريطاني، الذي يحتفظ حالياً بمعلومات صحية ووراثية لأكثر من 500 ألف شخص، ستلعب دوراً مهماً في تطوير هذا اللقاح الجيني.
وقال إنه وُجد بالفعل جينات خارقة لأمراض القلب وأمراض الكبد ومرض الزهايمر، وهو ما يمكن أن يكون مفتاحاً للوقاية من السرطان والأمراض المزمنة الأخرى في المستقبل.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA=
جزيرة ام اند امز