سلاسل الإمدادات.. هل ينهي شبح الركود الأزمة؟
فاقمت الحرب الروسية الأوكرانية، أزمة سلاسل الإمدادات خاصة في الغذاء والطاقة، إلا أن المخاوف هدأت بعد قرار استئناف إمدادات الحبوب من أوكرانيا.
فلم تكد سلاسل التوريد العالمية تهنأ بعدة أشهر من تعافيها من الآثار المدمرة التي لحقت بها بسبب جائحة كورونا، حتى تعرضت لتحدٍّ جديد وهو الحرب الروسية الأوكرانية في إشارة إلى أن الأوقات السيئة لم تنته بعد.
وتواجه الأسواق العالمية أزمات متصاعدة في سلاسل الإمدادات، في ظل زيادة الطلب على الاستهلاك، وبالتالي زيادة الضغط على إمدادات المواد الخام اللازمة للتصنيع والمواد النهائية.
لكن غالبية الاقتصادات خاصة في أفريقيا، تخشى فشل اتفاق إسطنبول الذي أعاد تصدير الحبوب الأوكرانية، خشية حدوث سيناريوهات غير متوقعة من جانب روسيا على وجه الخصوص.
والسبت تعرضت مناطق مجاورة لميناء وديسا الأوكراني على البحر الأسود إلى قصف روسي، دفع أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، لإدانة الهجوم الذي يهدد الاتفاق.
في قطاع الطاقة، لا تبشر الخطوات المتخذ من جانب روسيا والاتحاد الأوروبي بالخير، لمستقبل الاقتصاد العالمي، والذي تعد الطاقة من أعمدته الرئيسة.
إذ أعلنت موسكو عن تنفيذ خفض يبدأ اليوم الأربعاء بنسبة 30% في خط نورد ستريم 1 بسبب أعمال صيانة، بينما رفضت ألمانيا ذلك، مشيرة أنه لا يوجد داع لخفض الإمدادات.
وتخشى دول أوروبا من مفاجآت روسية في قطاع الغاز الطبيعي على وجه الخصوص، مع قرب موسم الشتاء في القارة العجوز، وهي شهور قد تصل إلى 7 تشهد فيها درجات حرارة متدنية ويرتفع فيها الطلب على الطاقة.
هل يكون الركود حلا ؟
أمام هذه المعطيات، فإن الركود الذي يتوقع أن يخيم على الاقتصاد الأمريكي بحسب محللين في أسواق المال داخل وول ستريت قد يكون حلا لأزمة الإمدادات عالميا.
وعلى مستوى الولايات المتحدة، تراجعت أسعار الوقود من مستوياتها التاريخية ليس بسبب سحب واشنطن من احتياطاتها الاستراتيجية، ولكن لثنائية مختلفة.
الأول هو تراجع أسعار النفط الخام عالميا بسبب مخاوف الركود العالمي، إذ هبط سعر برميل برنت من متوسط 120 دولارا إلى متوسط 100 في الوقت الحالي.
المسألة الثانية، مرتبطة بمخاوف الركود في السوق الأمريكية، إذ أعاد الأمريكيون ترتيب أولويات الإنفاق بسبب التضخم المرتفع، والتوجه نحو الادخار لمواجهة الشهور المقبلة.
لذلك، قد يكون الركود هو طوق نجاة سريع لأزمة سلاسل الإمدادات العالمية، إذ سيدفع الركود لإضعاف الطلب العالمي على الاستهلاك وبالتالي الإنتاج، وتخفيف الضغوط على حركة التجارة العالمية.
والثلاثاء، نشرت رويترز تقريرا بعنوان "من البرجر إلى مبيض الملابس.. المستهلكون يشترون السلع رخيصة الثمن بسبب التضخم، جاء فيه أن الشعب الأمريكي خفض الاستهلاك وركز على السلع الأساسية فقط.
وبحسب التقرير، "بدأت علامات الانهيار تظهر على بعض المستهلكين عالميا إذ أكد متسوقون أنهم يلتزمون بشراء الأساسيات مثل الطعام ومبيض الملابس وشطائر البرجر رخيصة الثمن بسبب التضخم القياسي، في حين أن أولئك الذين لديهم حسابات بنكية أكبر يشترون شاحنات صغيرة بقيمة 50 ألف دولار".
ويراقب المستثمرون عن كثب نتائج الشركات بحثا عن دلائل على أن الاقتصادات تتجه نحو الركود. لكن المستهلكين يرسلون إشارات متباينة حتى الآن.
فآثار تردي الأوضاع الاقتصادية تظهر على أولئك الذين تضرروا بشدة من الارتفاع القياسي لأسعار الوقود والغذاء. وفي الوقت نفسه، تظهر بيانات بطاقة الائتمان وغيرها أن البعض لا يزال ينفق على السفر وغيره من الأنشطة التي تكلف الكثير من المال.
وأطلقت شركة وول مارت للبيع بالتجزئة إشارة تحذير يوم الاثنين، وأصدرت تحذيرا نادرا بشأن الأرباح. ويشتري زبائنها في الولايات المتحدة، وهم من الأسر ذات الدخل المنخفض، الطعام والضروريات الأخرى، بينما يتجاوزون الممرات المليئة بالملابس والسلع الرياضية.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز