4 كنائس تجمع المصريين في 4 أيام.. "العين الإخبارية" في قلب الحدث
صباح الأحد الماضي، عاش مصريون لحظات عصيبة، وهم يقاومون الموت، بفعل ألسنة اللهب، وسحائب الدخان، حتى مات منهم 41 شخصا.
لم يكن هناك حديث في مصر في ذلك "الأحد المشؤوم" إلا عن الموت، وما أحدثه الحريق في كنيسة أبو سيفين في منطقة إمبابة، شمال محافظة الجيزة.
كانت أصابع الاتهام تشير إلى الكهرباء وأجهزة التكييف، بسبب خلل نجم فيهما، بحسب بيان لوزارة الداخلية المصرية، وهو ما خلصت إليه النيابة.
ورغم كآبة الحدث، إلا أن معدن المصريين كان خاطفا للأنظار أيضا، شهامة المسلمين والجيران في الحدث، أنقذت الأرواح، كما حدث مع محمد يحيى، الذي نطق الشهادة ثم سارع إلى دخول الكنيسة لإنقاذ الأطفال والكبار على حد سواء، ونجح في ذلك، حتى كسرت ساقه، وهو يحمل مسنا.
صور الدعم والمحبة، بين مسلمي مصر ومسيحييها، جلية للجميع، وظاهرة مع كل حدث يمر على أبناء الوطن الواحد. فالكنيسة المصرية وهي تنعى الضحايا، كان الأزهر يفتح أبواب مستشفياته، ويقدم تعويضات لأهالي الضحايا والمصابين، في مشهد يتكرر في مصر، لكنه محبب إلى القلوب.
كنيسة أبو سيفين
مع اللحظات الأولى للحادث، انتقل مسؤولون إلى الكنيسة ومحيطها، تحدثوا مع السكان وأهالي الضحايا. على رأسهم رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي قال إن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتقديم كافة الدعم للمصابين وأهالي الضحايا، مقدما التعازي لهم.
وقررت الحكومة المصرية بالتنسيق مع وزيرة التضامن الاجتماعي، صرف 100 ألف جنيه لأسرة كل ضحية، وما يصل لـ20 ألف جنيه لكل مصاب، بحسب درجة إصابته.
وأقيمت مراسم تأبين الضحايا في كنيسة العذارء بالوراق، شمال الجيزة، وكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل. وأظهرت الصور تعاطف مسلمين وصلوا إلى مراسم التأبين لمواساة أهالي الضحايا.
مشاهد الدعم أبرزت قيم المواطنة والمحبة بين المصريين، وقطعت الطريق على كل محرك للفتنة أن يلعب دورا ولو صغيرا، فالدعوات كانت تنطلق على ألسنة المسلمين قبل المسيحيين، والدعم بكل أشكاله المادية والمعنوية كان حاضرا.
وداخل إحدى غرف مستشفى إمبابة العام، في محافظة الجيزة، كان باسم مدكور المصاب في الحادث، يرقد على سريره وقد شوهت يديه وقدميه وبعض من وجهه النيران، ولم يكن في الغرفة معه سوى أمه، وصديقي الطفولة محمد عصام، ومحمد عبد الوهاب، اللذان قالا لـ"العين الإخبارية" إنهما فور سماعهما لما حدث سارعا إلى الكنيسة، ثم اتجها بعدها إلى صديقهما المصاب: "كبرنا سويا ولعبنا معا، نحن أشقاء بحكم الجيرة والوطن والحزن الواحد، لا فرق بين مسلم ومسيحي".
كنيسة الأنبا موسى بالهرم
كنيسة الأنبا بيشوي في المنيا
وقالت الكنيسة في بيان، إن التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، أشارت إلى أن الحريق كان بسبب شموع يلهو بها طفلان داخل الهيكل بالقرب من المذبح، دون قصد منهما. وهو ما تؤكده كاميرات الكنيسة.
واستدعت النيابة العامة المصرية، الطفلين اللذين ظهرا في الفيديو، كما استدعت أسرتيهما، وأقروا جميعا بما ظهر في التسجيلات المصورة.
كنيسة القديسين مكسيموس ودومايوس
وقالت الكنيسة في بيان إن الكابل الرئيسي المغذي للكنيسة فصل، نتيجة زيادة الأحمال الكهربائية "حرصا على سلامة شعب الكنيسة تم فصل الكهرباء وإخلاء الكنيسة من المصلين، وتم إصلاح العطل ورجوع التيار الكهربائي".
ومع كل حدث يخص كنيسة مصرية، كانت الكنائس تحذر من الشائعات، وتناول الأخبار دون مصدر أو دليل، لما له من أثر سلبي على المجتمع، وما قد يحدثه من ضرر، وساهمت البيانات السريعة في وأد الشائعات وهي ما تزال في مهدها.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA==
جزيرة ام اند امز