دعم غزة.. ملحمة إماراتية إنسانية تاريخية فريدة
ملحمة إنسانية تاريخية يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ويشارك فيها جميع من يعيش على أرض الإمارات، لدعم قطاع غزة.
دعم تؤكده لغة الأرقام، وتوثقه المنظمات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية، وتشهد به كل الدول حول العالم، إذ لا يمكن أن يزايد منصف على مواقف دولة الإمارات الداعمة للقضية الفلسطينية، التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية.
ومنذ تجدد التصعيد الأخير في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلنت دولة الإمارات تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي جمعت 800 طن من المساعدات الإغاثية خلال أقل من أسبوعين من إطلاقها، بمشاركة أكثر من 10100 متطوع قاموا بتجهيز 38 ألف سلة إغاثية.
ودعما لتلك الجهود الإنسانية، تتواصل المباحثات السياسية والدبلوماسية الإماراتية على مدار الساعة وعبر الحراك المتواصل في مجلس الأمن الدولي للدعوة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكلٍ آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق، وحماية جميع المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
دعم تاريخي متواصل
وقبل اندلاع التصعيد في غزة، اعتادت القيادة الإماراتية التوجيه بتقديم دعم ومساعدات للفلسطينيين، كان أحدثها التوجيه في 6 يوليو/تموز الماضي بمبلغ 15 مليون دولار، لإعادة تأهيل المناطق المتضررة جراء الاعتداءات الإسرائيلية في جنين شمالي فلسطين آنذاك عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وذلك بعد شهر من تقديم 20 مليون دولار لدعم الوكالة نفسها مطلع يونيو/حزيران.
تخلل هذا الدعم توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم مبلغ 7.3 مليون درهم دعماً لبلدية مدينة الخليل الفلسطينية منتصف يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد أن وجه في 16 مارس/آذار الماضي، بتقديم 3 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية.
ذلك الدعم جاء بعد نحو 3 أشهر من تسليم قطاع غزة أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بقيمة 10 ملايين دولار، بتبرع سخي من دولة الإمارات.
وجاء إرسال القافلة الطبية لغزة بعد نحو شهر من توقيع دولة الإمارات اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لدعم مستشفى المقاصد الذي يعد أكبر مستشفى أهلي خيري تعليمي في القدس الشرقية بـ25 مليون دولار.
ولا ينسى الفلسطينيون وأهل غزة الوقفة الإماراتية الإنسانية دعما لهم خلال فترة جائحة كورونا، فقد أرسلت دولة الإمارات إلى قطاع غزة شحنات عدة من اللقاح الروسي "سبوتنيك - في" المضاد لفيروس كورونا المستجد " كوفيد-19"، عام 2021.
وتأتي هذه المساعدات في إطار التزام دولة الإمارات المستمر بدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز جهود الكوادر الطبية في مكافحة الجائحة، حيث سبق أن أرسلت دولة الإمارات في هذا الصدد 3 طائرات مساعدات طبية تحمل 36.6 طن بالإضافة إلى 10 آلاف جهاز فحص كورونا و10 أجهزة تنفس، ليستفيد منها 36.6 ألف من الكوادر الطبية.
وفي بداية عام 2021، قامت دولة الإمارات بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة لدعم 10 آلاف أسرة في قطاع غزة، حيث قامت بتقديم 808 أطنان من المساعدات الإغاثية.
مواقف تأتي جميعها ضمن جهود دولة الإمارات المستمرة لدعم قدرات المؤسسات الصحية الفلسطينية، وتلبية متطلبات الشعب الفلسطيني في المجالات الإنسانية والمعيشية والصحية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.
واستبق هذا الدعم الإغاثي والإنساني مساعدات إماراتية لفلسطين خلال الفترة من 2010 حتى 2021، بمبلغ 1.14 مليار دولار، منها مبلغ 254 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا).
ريادة إنسانية لدولة الإمارات في دعم فلسطين، أعادت لذاكرة الفلسطينيين جهود المؤسس والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وعلى درب المؤسس في دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، يسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مؤكدا بالأفعال والأقوال تضامن بلاده الراسخ مع الشعب الفلسطيني.
154 مليون درهم
الملحمة الإنسانية لدعم أهل غزة، أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أمر في الأيام الأولى للحرب وتحديدا في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار (نحو 74 مليون درهم إماراتي).
دعم يأتي من خلال "الأونروا" التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وفي دعم إضافي للفلسطينيين، وجّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول بتقديم مساعدات عاجلة، بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
كذلك، وجهت قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة "القلب الكبير" يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول، بتقديم مساعدات إغاثية بمبلغ 30 مليون درهم للفلسطينيين، وذلك نظراً للظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأهالي في فلسطين وبشكل خاص في قطاع غزة الذي يشهد حالة إنسانية غير مسبوقة.
"تراحم من أجل غزة".. 38 ألف سلة إغاثية
وجنبا إلى جنب مع المساعدات، رسم أهل الإمارات والمقيمون فيها صورة إنسانية ملهمة دعما لإخوانهم في غزة عبر مبادرة "تراحم من أجل غزة".
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تم إطلاق مبادرة «تراحم من أجل غزة» تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تتواصل حتى اليوم.
ومنذ انطلاقها تسجل المبادرة إنجازات إنسانية متتالية سواء في عدد المتطوعين أو عدد الحزم الإغاثية التي تم إعدادها.
وأعلنت الحملة مساء الخميس جمع 800 طن من المواد الإغاثية الغذائية والصحية والطبية، إضافة إلى قيامها بمشاركة أكثر من 10100 متطوع بتجهيز 38 ألف سلة إغاثية.
ويرتقب أن تتضاعف تلك الأرقام في ظل استمرار الحملة.
وفي دعم كبير للحملة، وبناء على توجيهات الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومتابعة الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، ستقدم كل من مؤسسة حمد بن محمد الشرقي للأعمال الإنسانية وجمعية الفجيرة الخيرية 800 طن من المواد الغذائية، والطبية ضمن حملة "تراحم من أجل غزة".
أيضا، ستنظم الحملة فعاليات جديدة يوم الأحد المقبل في أبوظبي ودبي والشارقة وتهدف لتجهيز 20 ألف سلة إغاثية بمشاركة المتطوعين من المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، والعديد من المؤسسات العامة والخاصة.
وتعكس حملة "تراحُم من أجل غزة" جهود دولة الإمارات الإغاثية والإنسانية لمساعدة المتضررين في قطاع غزة، حيث تتجلى هذه القيم الإنسانية في العديد من المبادرات التي تقوم بها الدولة لدعم وإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، وخاصة من الأطفال والنساء.
وتشرف على الحملة وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية.
وتهدف حملة "تراحم من أجل غزة" إلى التضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفا وخاصة الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع “ما يزيد على مليون طفل” من خلال توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأمهاتهم إضافة إلى المستلزمات الصحية ومواد النظافة العامة.
طائرات إغاثية
وقبيل انطلاق المبادرة، أرسلت دولة الإمارات، في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، طائرة تحمل على متنها مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش، ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
أيضا، بدأت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية عملية في دبي لتسيير جسر جوي إغاثي لنقل إمدادات طبية عاجلة ومساعدات غذائية إلى مصر ولبنان، وذلك تعزيزاً للجاهزية في مواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها الأزمة الطارئة في المنطقة، وذلك استجابةً للنداء الطارئ من منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وتم إرسال طائرة من دبي إلى مطار العريش يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول تحمل، الشحنةَ الإغاثية الأولى من مخزون برنامج الأغذية العالمي واليونيسف وتتضمّن أكثر من 11 طناًّ من مستلزمات المياه والنظافة الشخصية، إضافة إلى إمدادات حيوية لحفظ كرامة المتضررين وتوفير المواد الغذائية الأساسية لهم، ما يعزز بشكل كبير قدرة الاستجابة الصحية من خلال الهلال الأحمر المصري
ويضمن تجهيز المجتمعات لمواجهة الاحتياجات الملحة والناشئة عن الأزمة الطارئة، بالإضافة إلى التخفيف من تأثير نقص الغذاء على الأشخاص الذين يواجهون هذه الظروف الصعبة.
أيضا تم إرسال طائرة إماراتية في 20 أكتوبر/تشرين الأول، تحمل مساعدات بحمولة 68 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية المتنوعة.
دعم يتواصل في إطار مواقف الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.