"انقلاب" عائلي.. مرشد إيران يتلقى ضربة من "أقرب الناس"
لم يعد النظام الإيراني يعرف من أين تأتيه الضربة المقبلة، فبعد احتجاجات شعبية عارمة وعقوبات دولية، يأتي "انقلاب" عائلي ليعقد الموقف.
محمود مراد خاني ابن شقيقة المرشد الإيراني علي خامنئي قال، اليوم الخميس، إن أسرته كانت منذ البداية تعارض إقامة النظام الذي أسسه رجال الدين بعد عام 1979، إثر سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي.
وخاني يقيم في فرنسا، وهو طبيب أنف وأذن وحنجرة، وقام أمس بنشر بيان والدته بدري خامنئي التي أعلنت فيه "البراءة من النظام الإيراني" ودعت إلى إسقاطه، وطالبت الأجهزة الأمنية بوقف القمع والالتحاق بصفوف المتظاهرين.
وفي مقابلة مع القسم الفارسي لهيئة الإذاعة الأمريكية، علّق خاني على بيان والدته قائلا إن "هذا أقل ما يمكن أن تفعله والدتي، وهي تأمل أن تجعل كلماتها رجال الدين المعارضين لنظام ولاية الفقيه أن يرفعوا صوتهم ويتجاوزوا حاجز الصمت".
وأوضح أن أحد أسباب نشر والدته للبيان هو "مواكبة التحركات الشعبية والاحتجاجات الحالية"، مشيراً إلى أنه سعيد بأن الناس أصبحوا أكثر وعياً نتيجة "عدة عقود من النشاط".
ومضى قائلا "لقد تجاوز الناس الخوف من هذا النظام وقمعه، ولم يعد له تأثير سلبي على الحركة الاحتجاجية.. وهذا أمر مهم للغاية".
لكنه فجّر مفاجأة وقال إن النظام "يخشي أن تتحدث والدته أيضًا وتكشف عما تعرفه، وهو أمر صعب جدا على النظام وعلي خامنئي شخصيا".
عائلة معارضة
وشدد ابن شقيقة خامنئي على أن معارضة أسرته "ليست ضد خامنئي شخصيا"، مبينا "كانت معارضتنا للنظام ككل منذ البداية، ومنذ الأشهر القليلة الأولى بعد عام 1979، قال والدي الراحل رجل الدين (علي طهراني) إنه لا ينبغي لرجال الدين أن يحكموا".
وأوضح "كان موقف والدتي ثابتا منذ البداية وأتذكر أنها كانت تقول هذه الأشياء عندما قابلت شقيقها (خامنئي) وطالبت بإنقاذ الناس المحكوم عليهم بالإعدام ولكنه لم يستمع مثل الآخرين، وكان هدفه الوحيد هو الوصول إلى السلطة والبقاء فيها".
وأعرب محمود مراد خاني عن أمله في أن يكون لبيان وموقف والدته "الأثر الإيجابي"، وأن "يشعر قادة النظام بالخطر أكثر ويرون أنفسهم في خطر".
وعلى حد قوله، فإن "هناك الكثير من الناس، حتى في الأسرة وداخل رجال الدين، لا يتفقون مع نظام السلطة الدينية برمته، وعليهم أن يتحدثوا ولا يجب أن يخافوا من الغد".
واعتبر أن الناس "أخذوا أرواحهم وممتلكاتهم بأيديهم في طريق الحرية والديمقراطية والتخلص من شر النظام ويقاتلون في الشوارع"، معربًا عن أمله في أن يكون بيان والدته "مشجعاً" و"داعماً".
وبحسب نجل بدري، فهذه هي "المرة الأولى" التي ترسل فيها شقيقة المرشد مثل هذه الرسالة بشكل رسمي، بعد أن عارضت النظام الإيراني عام 1985 في مقابلة جرت في العراق.
وتابع "في 2009، وبعد انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا، وحقيقة أن علي خامنئي نفسه أمر بإطلاق النار على المتظاهرين المعترضين في الشارع، لم يعد لوالدتي علاقة بشقيقها منذ تلك اللحظة".
ضربة قوية
وكانت بدري خامنئي، شقيقة المرشد الإيراني، أعربت أمس في بيان شديد اللهجة، عن تعاطفها مع الأمهات الثكلى ممن فقدن أبناءهن على يد الحكومة بعد ثورة 1979.
وأكدت حق الشعب الإيراني المشروع في "الانتفاضة" وتحقيق "الحرية والازدهار" وطلبت من القوات المسلحة "إلقاء الأسلحة" ووضعها جانباً "والانضمام إلى الشعب قبل فوات الأوان".
كما اعتبرت في هذا البيان الذي طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام إيرانية أن "نظام جمهورية الخميني وعلي خامنئي لم يجلب سوى الألم والمعاناة والقمع لإيران والإيرانيين".
وأعربت عن أسفها إزاء عدم المشاركة في الحركات الاحتجاجية كما ينبغي لأسباب جسدية.
مستدركة "منذ سنوات، أحضرت صوت الناس إلى آذان أخي علي خامنئي عدة مرات، لكن بعد أن رأيت أنه لم يستمع ويتبع طريق الخميني في القمع وقتل الأبرياء، قطعت علاقتي به".
كما هاجمت بدري خامنئي القوات الأمنية بكافة صنوفها، ووصفتها بـ"المرتزقة"، وقالت "على حراس ومرتزقة علي خامنئي إلقاء أسلحتهم والانضمام إلى الشعب بأسرع ما يمكن قبل فوات الأوان".
aXA6IDMuMTMzLjE0NS4xNyA= جزيرة ام اند امز