«7 دقائق للنجاة».. شهادات صادمة من الناجين في حادث غرق اللنش السياحي بمرسى علم
في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، شهدت مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر حادثًا مأساويًا، حيث غرق اللنش السياحي "سي ستوري" خلال رحلة غطس.
يُذكر أن اللنش انطلق من ميناء بورتو غالب يوم الأحد الماضي وعلى متنه 44 راكبًا، بينهم 13 مصريًا و31 أجنبيًا من جنسيات مختلفة، وحتى الآن، تم إنقاذ 28 شخصًا، فيما تستمر عمليات البحث عن 16 مفقودًا.
ومن جانبه أكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن سلامة الركاب هي الأولوية القصوى، مشيرًا إلى أن فرق الإنقاذ تعمل دون توقف على مدار الساعة، كما أعرب عن شكره لكافة المشاركين في جهود الإنقاذ، مشددًا على توفير الدعم الطبي والنفسي للناجين، وأوضح أن عمليات الإنقاذ لا تزال متواصلة بالتعاون مع مركز الإنقاذ البحري وغرفة العمليات بالمحافظة.
تفاصيل غرق اللنش في مرسي علم
تلقى مركز السيطرة في محافظة البحر الأحمر إشارة استغاثة من أحد أفراد طاقم اللنش بعد انقلابه في منطقة شعب سطايح شمال مرسى علم، على بعد 46 ميلًا بحريًا من الشاطئ.
وكانت الرحلة مقررة أن تستمر حتى يوم الجمعة، لكن موجة عاتية ضربت اللنش بشكل مفاجئ، لتنهي الرحلة بشكل مأساوي، حسب روايات الناجين.
وانطلقت القوات البحرية فور تلقي البلاغ، مدعومة بطائرة هليكوبتر والفرقاطة "الفاتح" لبدء عمليات الإنقاذ، وبالرغم من الأحوال الجوية الصعبة وطبيعة المنطقة الوعرة، تمكنت الفرق من إنقاذ عدد من الركاب في منطقة الغدير بوادي الجمال، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.
أسباب غرق مركب البحر الأحمر
بحسب المعلومات المتوفرة، فإن اللنش "سي ستوري" مملوك لمواطن مصري، ويبلغ طول اللنش 34 مترًا وعرضه 9.5 متر، وذلك حسب آخر مراجعة فنية أجريت للمركب، والتي كانت في مارس 2024، حيث حصل على شهادة صلاحية لمدة عام دون رصد أي عيوب فنية.
روايات الناجين من حادث غرق اللنش
بحسب روايات الناجين، وقع الحادث بشكل مفاجئ وصادم؛ حيث لم تستغرق عملية انقلاب المركب سوى 5 إلى 7 دقائق، وهي فترة قصيرة للغاية جعلت من الصعب على الركاب والطاقم التصرف.
وصف أحد أفراد الطاقم المصري اللحظات الأولى قائلًا: "كانت الموجة ضخمة وغير مألوفة، لم نشهد مثلها من قبل، ضربت المركب فجأة وتسببت في اهتزازه بشكل عنيف قبل أن ينقلب، حاولنا تنبيه الركاب، لكن الوقت كان ضيقًا للغاية."
وروى أحد السائحين الأجانب، وهو غواص محترف، تجربته قائلًا: "كنت على السطح عندما بدأت الأمور تسوء، شعرت بالمركب يميل بشدة، وحاولت التمسك بشيء ثابت، لكن الانقلاب كان سريعًا جدًا، سمعت صراخًا من داخل الكبائن، لكن لم يتمكن الكثيرون من الخروج بسبب انغلاق الأبواب وامتلاء المكان بالماء".
وأضافت سائحة بريطانية: "كان الظلام حالكًا، والماء يحيط بنا من كل جانب، حاولت السباحة لأعلى لكن التيار كان قويًا جدًا، وكنت أشعر بالاختناق، ما أنقذني كان سترتي العائمة التي أبقتني على السطح حتى جاءت فرق الإنقاذ".
التحقيقات في غرق لنش البحر الأحمر
بدأت الجهات المختصة تحقيقًا موسعًا للوقوف على أي احتمال لأخطاء بشرية أو تقصير في تطبيق معايير السلامة، ويتم حاليًا استجواب طاقم المركب لتحليل التفاصيل والوصول إلى السبب الرئيسي وراء الحادث.
منذ وقوع الحادث، تواصل القوات المسلحة والبحرية جهودها بتمشيط المنطقة للبحث عن المفقودين عبر طلعات جوية ومسح بحري مكثف، وقد تم نقل الناجين إلى فنادق قريبة لتقديم الدعم النفسي وتوفير الراحة لهم.
في سياق متصل، شكلت وزارة السياحة غرفة عمليات مركزية وأخرى فرعية بمحافظة البحر الأحمر لمتابعة تطورات الوضع، بالتنسيق مع السفارات والقنصليات لتسهيل الإجراءات الخاصة بالمفقودين والناجين.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز