روايات الدم والأسى.. حكايات لن يمحوها رصاص مذبحة كولورادو

لم يخلف إطلاق النار في ولاية كولورادو الأمريكية قتلى وجرحى فقط، لكنه فجر حكايات عن ضحايا بٌترت حيواتهم قبل أوانها.
وخلف الهجوم على متجر "كينح سوبرز" بمقاطعة بولدر في كولورادو، أمس، 10 قتلى تتراوح أعمارهم بين 20 و65 عامًا، وفق صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصحف صورا للضحايا بعد يوم على الحادث، فيما نقل المشتبه فيه إلى السجن بتهمة القتل بعد تلقيه العلاج بالمستشفى جراء إصابته برصاصة في ساقه.
وفيما يتعلق بهويات الضحايا، فهم: ديني ستونج (20 عامًا)، ونيفين ستانيسيك (23 عامًا)، وريكي أولدز (25 عامًا)، وترالونا بارتكوفياك (49 عامًا)، وضابط الشرطة إريك تالي (51 عامًا)، وسوزان فاونتن (59 عامًا)، وتيري ليكر (51 عامًا)، وكيفن ماهوني (61 عامًا)، ولين موراي (62 عامًا)، وجودي واترز (65 عامًا).
وقال هومر تالي، والد الشرطي القتيل : "كان يتعامل مع وظيفته كضابط شركة بجدية تامة.. أحب أطفاله وعائلته أكثر من أي شيء آخر".
أما موراي، فكانت محررة صورة سابقة بإحدى المجلات، وعملت في السابق بعدة صحف في نيويورك، قبل انتقالها للحياة في كولورادو، بحسب ما قالته ابنتها.
وأضافت أوليفيا ماكينزي، ابنة موراي: "كانت أجمل إنسان قابلته على الإطلاق".
بينما عملت فاونتين كممثلة محلية، ومديرة منزل في "eTown"، وهو مكان مخصص للفرق الموسيقية، قبل رحيلها في الهجوم الغادر.
وكتب زميل فاونتين، كيفن هارت، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "كانت ممثلة لامعة.. الروح الأكثر عطاء".
أما الراحلة ريكي أولدز، فكانت مساعدة بالمتجر، وقالت جدتها، جانيت أولدز عنها: "كانت تحب عملها. ولأكون صادقة معكم، هذا على الأرجح ما قتلها".
وكانت القتيلة الأخرى، تيري ليكر أيضًا موظفة بالسوبر ماركت، وتستمتع بالعمل هناك، بحسب صديقتها ليكسي نوتسون، التي قالت إن "الراحلة تعمل هناك منذ 30 عامًا".
أما أصغر ضحية، ستونج، فكان يعمل أيضًا بالسوبر ماركت لكنه كان يتلقى تدريبًا ليصبح طيارًا، وفق نعي نشرته والدة صديقه المقرب عبر المنصات الاجتماعية.
استسلام المهاجم
وفي سياق متصل، تحدثت عاملة بالسوبر ماركت عن اللحظة التي استسلم فيها المسلح للشرطة على بعد خطوات من المكان الذي كانت تختبئ فيه.
وقالت ماجي مونتويا إن منفذ الحادث، أحمد العليوي العيسى، ردد أمام الشرطة: "أنا أستسلم! أنا عار!"، وذلك بعد 30 دقيقة من بداية إطلاق النار.
وتعمل مونتويا (25 عامًا) بصيدلية داخل المتجر، وكانت تساعد في عمليات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد عندما سمعت أولى الطلقات النارية التي أطلقها في تمام الساعة 2:30 ظهرًا.
وأشارت إلى أن شخصًا كان ينتظر في أحد الصفوف بالصيدلية طاله إطلاق النار"، مضيفة: "سمعت مدير المتجر يصيح (مطلق نار نشط)، وتفرقنا جميعًا".
وقالت إنها "اختبأت هي وأحد زملائها داخل حجرة صغيرة داخل الصيدلية". وعلى مدار الثلاثين دقيقة، سمعت مونتويا دوي إطلاق النار في أرجاء المتجر.
وحوالي الساعة الثالثة عصرًا، بعدما تواصلت مع والديها، تحدث ضابط شرطة عبر مكبر الصوت ليحث المهاجم على الاستسلام.
وبعد حوالي عشرين دقيقة، دخلت السلطات المتجر، بحسب مونتويا، وطالبت المسلح بأن يضع يديه على رأسه.
ولاحقًا، شوهد العيسى "بدون قميص" خلال مقطع فيديو والشرطة ترافقه بمرآب السيارات.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن العيسى هو واحد من بين 11 أخا لعائلة هاجرت من الرقة السورية منذ 20 عامًا.
وقال أحد أبناء عمومته، يدعى عبدالله، متعجبًا: "هل يقولون حقًا إنه قتل 10 أشخاص؟ هذا لا يعقل. كيف يمكن أن يكون هذا صحيحا؟"
وأضاف عبدالله، الذي طلب عدم ذكر لقبه: "عائلة أحمد بكاملها أناس طيبون. لم يعانوا أي مشاكل أبدًا، لا في سوريا أو الولايات المتحدة."
وبينما يواجه العيسى 10 اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى، سيمثل أمام المحكمة لأول مرة يوم الخميس الساعة 8:15 صباحا، في وقت لا تزال فيه التحقيقات جارية لمعرفة دوافع الهجوم.