احتجاجات باريس ضد ميزانية التقشف.. عودة شبح «السترات الصفراء»

أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، اليوم الأربعاء، عن اعتقال حوالي 200 شخص في المراحل الأولى من يوم الاحتجاجات التي عمت عدة مدن على مستوى البلاد.

واشتبك متظاهرون مع الشرطة في وقت مبكر من اليوم نفسه في العاصمة الفرنسية باريس، حيث جرى إشعال النيران في حاويات القمامة، فيما نشرت الحكومة 80 ألف شرطي بشكل استثنائي في مختلف أنحاء البلاد، في ظل موجة مظاهرات تحمل شعار "لنغلق كل شيء".

غضب من ميزانية التقشف

ويخطط المتظاهرون الغاضبون من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقيادته وسياساته التقشفية لتعطيل الأنشطة في جميع أنحاء البلاد. 

وتأتي هذه التطورات بعد يومين فقط من إطاحة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو في تصويت على الثقة، ليحل محله سيباستيان ليكورنو أمس، حيث استجاب الآلاف لدعوات عبر الإنترنت للمشاركة في الاحتجاجات وعرقلة الأنشطة.

• رسوم صينية على لحم الخنزير الأوروبي.. خبير اقتصادي: تُفاقم أزمات فرنسا

حركة "لنغلق كل شيء"

واكتسبت حركة "لنغلق كل شيء" زخمًا متزايدًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة المشفرة منذ الصيف الماضي، وتتركز دعواتها حول تعطيل حركة المرور وتنظيم إضرابات ومظاهرات، في يوم شهد قيام ماكرون بتنصيب رابع رئيس وزراء له خلال 12 شهرًا.

الحركة التي نمت بسرعة كبيرة من دون قيادة واضحة، لديها مجموعة واسعة من المطالب، فقد استهدف الكثيرون خطط الميزانية التقشفية المثيرة للجدل التي دافع عنها بايرو قبل عزله، إلى جانب شكاوى أوسع بشأن عدم المساواة في المجتمع الفرنسي.

مقارنات مع احتجاجات "السترات الصفراء"

وقارن محللون، هذه الحركة باحتجاجات "السترات الصفراء" التي اندلعت عام 2018 بسبب ارتفاع أسعار الوقود ثم تحولت إلى حركة أوسع ضد ماكرون وإصلاحاته الاقتصادية.

ويقول أعضاء "لنغلق كل شيء"، التي يؤكد محللون ومسؤولون أنها بدأت في أوساط الجماعات اليمينية قبل أن يسيطر عليها اليسار واليسار المتطرف، إن النظام السياسي الحالي في فرنسا لم يعد قادرًا على تلبية أهدافه الأساسية.

وفي السياق السياسي، أعلن حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف أنه سيقدم اقتراحًا بحجب الثقة عن رئيس الوزراء الجديد ليكورنو، في حين أبدى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف استعداده للتعاون معه في الوقت الراهن.

• قصور وفنادق وكروم عنب.. إمبراطورية برنار أرنو «المذهلة» في جنوب فرنسا

وأكد وزير الداخلية روتايو أنه تم نشر 80 ألفًا من قوات الأمن في مختلف أنحاء فرنسا، بينهم 6000 في باريس. وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن عدد المشاركين في الاحتجاجات قد يصل إلى 100 ألف متظاهر.