الاستدامة والاستقرار العالمي.. رؤية إماراتية أمريكية ملهمة

على مسار استشراف مستقبل مستدام وتعزيز الاستقرار العالمي، تواصل الإمارات والولايات المتحدة جهودهما المشتركة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتقنيات المتقدمة، مما يعكس التزامهما الراسخ بدعم التنمية المستدامة وبناء مستقبل آمن وأكثر ازدهارًا.
وتشمل العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة كافة المجالات الاقتصادية، كما تتمتع بالحيوية والنمو والتنوع، في إطار حرص قيادتي البلدين الصديقين على تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات التنموية.
ويزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دولة الإمارات، ضمن جولته الخليجية المرتقبة منتصف شهر مايو/أيار الجاري، في وقت تأتي فيه العلاقات الاقتصادية والتجارية في مختلف القطاعات الرئيسية.
تعاون طويل الأمد.. وشراكات مبتكرة
وتعد دولة الإمارات من أبرز شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم، إذ يلتزم البلدان بالتعاون والسعي المستمر لتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، وتحقيق الازدهار الاقتصادي، ومواجهة التحديات في مختلف أرجاء العالم.
ونجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.
أنشطة تجارية واستثمارية.. ذات قيمة عالية
وتتميز العلاقات التجارية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة بمجموعة من الأنشطة التجارية والاستثمارية ذات القيمة العالية، وفقاً لما أوردت شبكة "CNBC" الأمريكية.
وقد أفاد تقرير للسفارة الإماراتية في واشنطن بأن إجمالي الاستثمارات المباشرة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة يتجاوز تريليون دولار، وهو ما يمثل مساهمة كبيرة في الاقتصاد الأمريكي.
ومن خلال تلك الاستثمارات الممتدة لأكثر من 30 عاماً، أصبحت دولة الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لا سيما مع وجود 1500 شركة ومؤسسة أمريكية تعمل في دولة الإمارات التي يقيم فيها أكثر من 50 ألف أمريكي.
وأعلن البيت الأبيض أن دولة الإمارات التزمت بإطار عمل استثماري مدته 10 سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، وذلك بعد لقاء عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، في واشنطن خلال مارس/آذار الماضي.
وتعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً للولايات المتحدة، فيما تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة عالمياً على قائمة أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات للعام 2023، وقد حققت 40 ولاية أمريكية من أصل 50 نمواً في صادراتها إلى دولة الإمارات خلال العام نفسه، مما دعم أكثر من 166 ألف وظيفة في الولايات المتحدة، بحسب بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية.
في حين نمت التجارة الخارجية غير النفطية بين الدولتين بنسبة 20% في العام 2023 لتصل إلى 40 مليار دولار مقارنةً بعام 2022، وبنسبة نمو أكثر من 50% مقارنةً مع مستويات ما قبل الجائحة عام 2019، وهو ما يؤكد النمو المتزايد في المبادلات التجارية بين البلدين الصديقين، بحسب بيانات وكالة أنباء الإمارات "وام".
وبحسب البيانات الأمريكية الرسمية لعام 2024، فقد بلغ إجمالي تجارة السلع الأمريكية مع دولة الإمارات نحو 34.4 مليار دولار في العام 2024 بزيادة قدرها 9.47%.
وبلغت صادرات السلع الأمريكية إلى دولة الإمارات في 2024 ما قيمته 27 مليار دولار، بزيادة قدرها 8.5% عن العام 2023.
وبلغ إجمالي واردات السلع الأمريكية من دولة الإمارات في العام 2024 ما قيمته 7.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 12.9% (854.7 مليون دولار) عن العام 2023.
بينما بلغ فائض تجارة السلع الأمريكية مع دولة الإمارات 19.5 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 6.9% عن عام 2023. وتُعتبر الإمارات ثالث أكبر فائض تجاري للولايات المتحدة عالمياً.
وبلغت قيمة أصول دولة الإمارات في الولايات المتحدة 35 مليار دولار، أي ما يتجاوز 50% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الدول العربية في واشنطن بحلول نهاية 2023.
ووفق بيانات نشرتها وكالة أنباء الإمارات "وام"، فإن استثمارات دولة الإمارات المباشرة في الولايات المتحدة الأمريكية بلغت حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة في دولة الإمارات حوالي 9.5 مليار دولار خلال المدّة ذاتها.
ومن المتوقع نمو قطاعات التعاون الرئيسية التي تشكل بشكل متزايد العلاقات بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات على صعيد العلاقات التجارية في العقد المقبل؛ حيث تمتلك دولة الإمارات استراتيجيات وخطط عمل وطنية من شأنها أن تخلق فرص الاستثمار وتدفع النمو.
- الإمارات وأمريكا.. شراكة الطاقة الوثيقة تفتح آفاق النمو المزدهر للعالم
- تعاون إماراتي-أمريكي في الذكاء الاصطناعي.. شراكة رقمية استراتيجية
شراكة عصرية.. لمستقبل أخضر وذكي
ويعمل البلدان على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة، إذ تمتلك دولة الإمارات استثمارات مهمة في سوق الطاقة الأمريكي بأكثر من 70 مليار دولار حتى الآن من خلال أدنوك ومصدر وXRG.
وتشمل القطاعات الرئيسية لاستثمارات دولة الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، الطاقة المتجددة، والاتصالات، والطاقة، والعقارات، والخدمات البرمجية، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات.
ومن المتوقع توسيع الشراكة بين البلدين في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وبناء نظام بيئي رقمي مرتبط بجميع القطاعات الرئيسية (بما في ذلك التكنولوجيا والطاقة الخضراء والبنية التحتية)، ما يضمن تقديم فرص واعدة للشركات الأمريكية والإماراتية، كما من المتوقع أن يكون التعاون التجاري الثنائي في اقتصاد الفضاء قطاعاً رئيسياً للنمو في المستقبل.
aXA6IDMuMTQuNzIuODAg جزيرة ام اند امز